حيفا ـ فراس خطيبلا يزال فلسطينيو 48 يحيون نشاطات التضامن مع إخوتهم الفلسطينيين القابعين تحت الحصار والقصف في غزة. وقد شهدت جامعة حيفا، أمس، تظاهرة جديدة، ضمن سلسلة التظاهرات اليومية التي تتواصل منذ بداية العدوان، شارك فيها مئات من الطلاب الفلسطينيين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية والأعلام السوداء، وهتفوا لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة.
وقد أثار المشهد، كما في كل مرة، غضب الطلاب اليمينيين من الأحزاب الصهيونية، الذين تجمهروا أيضاً قبالة الطلاب الفلسطينيين، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية، داعمين الحملة العسكرية التي ينفّذها الاحتلال في القطاع.
كذلك شهد معهد العلوم التطبيقية «التخنيون»، في حيفا، تظاهرة شارك فيها مئات من الطلاب الفلسطينيين، تخللتها مواجهات بينهم وبين الطلاب واليهود، وأدّت إلى اعتقال ثلاثة من الطلاب العرب بشبهة «إخلال النظام العام»، ليرتفع بذلك عدد فلسطينيي 48 الذين اعتقلوا منذ بداية العدوان على غزة إلى 225 فلسطينياً، ولا يزال عدد كبير منهم رهن الاعتقال، حيث من المتوقع تقديم لوائح اتهام ضدهم.
وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت، أول من أمس، بين الشرطة الإسرائيلية والوحدات الخاصة من جهة ومتظاهرين فلسطينيين من جهة أخرى، على مقربة من ساحة العين وسط مدينة الناصرة، نتج منها اعتقال 16 شاباً بشبهة «إحراق الإطارات والإخلال بالنظام العام، وإلقاء الزجاجات الحارقة».
وفي ظل الأوضاع الراهنة والاعتقالات التي تمارسها الشرطة الإسرائيلية ضد فلسطينيي 48، وخصوصاً مع تعمّد جهاز الشاباك استدعاء شبّان وقياديين للتحقيق معهم بشكل استفزازي، عقدت اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا اجتماعاً طارئاً، أمس، خصصته للبحث في هذه التطورات.
وقال رئيس اللجنة أمير مخول، لـ«الأخبار»، إن «الشرطة الإسرائيلية وجهاز الاستخبارات يريدان، من خلال هذه الممارسات، تحميل القيادة والجماهير الفلسطينية مسؤولية ما قد يحدث مستقبلاً. وهذا يؤشر إلى أنّ هناك تصعيداً خطيراً، سيكون في غزة وفي الداخل». وتابع «نحن جزء من المعركة ضد العدوان على شعبنا الفلسطيني، ومن عليه تحمّل المسؤولية في هذه الحالة هو الشرطة التي تمارس قمعاً جسدياً غير مسبوق ضد المعتقلين والمتظاهرين في كل مكان».
إلى ذلك، أقام المركز القانوني لحقوق الأقلية الفلسطينية في الداخل، «عدالة»، مركز طوارئ لمتابعة اعتداءات الشرطة على التظاهرات التي دعت إليها لجنة المتابعة والقوى السياسية. كما سيركّز المركز على موضوع المرافعة عن المعتقلين وتنسيق عمل المحامين المتطوّعين للدفاع عنهم.