سلفيّو السعودية يهاجمون مصر... وأعلام فلسطين على أسوار البيت الأبيض يبدو أن أحداث غزة باتت تخلق واقعاً جديداً في المنطقة، ولا سيما في السعودية ومصر، اللتين تشهدان تحركّات شعبية، رغم إصرار السلطات على مواقفها المهادنة. ولعل البيان الذي أصدره 65 رجل دين سلفياً سعودياً انتقدوا فيه النظام المصري، يحمل تباشير «عالم ما بعد غزة»
لم يمض سوى يوم واحد أو يومين على إطلاق المفكّر السعودي عوض القرني فتواه الدينية، التي دعا فيها إلى ضرب المصالح الإسرائيلية انتقاماً لشهداء غزة، حتى وجد نفسه مخفوراً على أيدي سلطات بلاده إلى المعتقل. لكن الإجراءات القمعية التي تقوم بها المملكة منذ بدء العدوان الأخير على قطاع غزة، لم تمنع بعض شيوخ السلفية من مهاجمة مصر ودعوتها إلى فتح المعابر.
ونقل موقع «راصد» الإلكتروني، أمس، عن مصادر مطلعة في جنوب السعودية قولها إن السلطات الأمنية احتجزت الشيخ القرني يوم الاثنين الماضي، واقتادته إلى العاصمة الرياض لإخضاعه للتحقيق بشأن الفتوى التي أطلقها في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على القطاع، والتي دعا فيها إلى أن «تسيل دماؤهم (الإسرائيليين) كما تسيل دماء إخواننا في فلسطين».
وفي السياق، دعا 65 رجل دين وداعية سلفياً سعودياً مصر إلى فتح معبر رفح بصفة دائمة، معتبرين إغلاقه في هذا الوقت «تحقيقاً لأهداف العدو». وقال الموقعون على البيان: «لا يكفي في النصرة مجرد الشجب والاستنكار. لا بد من أفعال تبرهن على صدق المناصرة، ومن ذلك فتح الحكومة المصرية لمعبر رفح بصفة دائمة، وإن إغلاقه في مثل هذه الظروف الصعبة يُعَدُّ من الخذلان».
في هذا الوقت، أصرت الرياض على أن الجهات الأمنية ستمنع أي محاولة للتظاهر تأتي في إطار التضامن مع سكان قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي: «ستمنع الجهات الأمنية أي محاولة للتظاهر. التظاهرات من الأعمال التي تشيع الفوضى في الحياة العامة وتخل بالنظام العام».
ويأتي التحذير الرسمي السعودي بعد خروج تظاهرات في محافظة القطيف وفي ظل استعدادات يقوم بها ناشطون سعوديون للقيام باعتصام علني اليوم الخميس في أحد شوارع مدينة الرياضوفي القاهرة، اعتقلت الشرطة المصرية العشرات من المتظاهرين أمام مقر نقابتي الصحافيين والمحامين، بطريقة عشوائية واعتدت على صحافيين بالضرب المبرح. وأعلن مسؤول أمني أن الأمن المركزي أوقف 33 شخصاً عقب مواجهات في القاهرة بين عناصر الشرطة ومتظاهرين من أجل غزة.
وردد المتظاهرون شعارات مناوئة لنظام الرئيس المصري حسني مبارك وصرخوا هاتفين: «افتحوا معبر رفح. الكيل طفح»، و«بالروح بالدم نفديك يا فلسطين».
وفي دمشق، انتشرت على بعض أرصفة الشوارع وأمام المحال التجارية مماسح أحذية بلون العلم الإسرائيلي، ليدوسها المارة. وأعلنت نقابة الأطباء السوريين في مدينة حلب (شمال) تطوّع 44 طبيباً لمساعدة الفلسطينيين في غزة.
وفي بغداد، تظاهر الآلاف من أنصار التيار الصدري في مدينة الصدر، حيث أحرقوا العلمين الأميركي والإسرائيلي. كذلك شهدت العاصمة السودانية، الخرطوم، تظاهرات شعبية تزامنت مع الاحتفالات باليوم الوطني، وحمل المتظاهرون أعلاماً فلسطينية.
وعلى الصعيد الدولي، أدان آلاف المتظاهرين الذين جابوا شوارع العاصمة الأميركية واشنطن، أول من أمس، العدوان الإسرائيلي على غزة، داعين إلى محاكمة قادة إسرائيل المسؤولين عن المجزرة بحق الشعب الفلسطيني، أمام محكمة الجنايات الدولية لكونهم مجرمي حرب.
ودعا المشاركون في التظاهرة، التي نظمها تحالف «آنسر» المناهض للحرب، الذين انطلقوا من أمام مبنى وزارة الخارجية الأميركية، إلى وقف العدوان الإسرائيلي على الفور، محمّلين حكومة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش المسؤولية أيضاً عن المجزرة الإسرائيلية باعتبارها «شريكة في العدوان».
وحصرت قوات الأمن الأميركية، التي حضرت بأعداد كبيرة أمام وزارة الخارجية، المتظاهرين الذين تجاوز عددهم ستة آلاف، في بقعة ضيقة. وبعد ذلك توجهوا إلى التجمع أمام البيت الأبيض، حيث رفع بعض المتظاهرين الأعلام الفلسطينيية على السور المحيط به.
وتجمع أكثر من أربعة آلاف متظاهر أمام القنصلية الإسرائيلية في نيويورك. كذلك سارت تظاهرات أخرى في كل من سان فرانسيسكو ولوس أنجليس وميتشغان وهاواي وأركانسو وأريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا وميريلاند وماساتشوسيتس ونيو هامبشر وأوهايو وأوريغون وبنسلفانيا وغيرها.
وينظم تحالف «آنسر» تظاهرة كبرى اليوم أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن لتتوجه بعد ذلك إلى السفارة المصرية المجاورة.
وسارت تظاهرات أمس في كشمير والنيبال وإندونيسيا وبعض دول أميركا اللاتينية تضامناً مع غزة.
(يو بي آي، الأخبار، أ ف ب)