بعد رسالة «النوروز» الشهيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشعب والقادة الإيرانيين، يبدو أن الدور جاء على «حلف شمالي الأطلسي» للانفتاح على طهران، بعدما كشف مسؤول في الحلف، أمس، إجراء اتصال الأسبوع الماضي، هو الأول من نوعه منذ قرابة 30 عاماً، بين مسؤولين إيرانيين و«أطلسيّين»، بالتزامن مع إعلان طهران نيّتها المشاركة في المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان المقرّر عقده في لاهاي، في آخر الشهر الحالي.وقال المسؤول في «الأطلسي» إنّ «سفيراً إيرانياً زار الأسبوع الماضي حلف شمالي الأطلسي، للمرة الأولى منذ سقوط نظام الشاه» وقيام الجمهورية الإسلامية بعد نجاح ثورة عام 1979.
ووصف مسؤول آخر في الحلف هذه الاتصالات بأنها «استكشافية»، من دون أن يحدّد ما إذا كانت على علاقة بمؤتمر لاهاي بشأن أفغانستان، الذي يعقد في 31 آذار. إلا أنه أشار إلى اهتمام طهران بالتعاون لمعالجة المشاكل في هذا البلد.
في غضون ذلك، أعلنت طهران موافقتها على تلبية دعوة واشنطن لها لحضور مؤتمر لاهاي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي، لوكالة «فرانس برس»، «سنشارك في المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان في لاهاي. لا أعرف بعد مستوى مشاركتنا، لكننا سنذهب إلى هناك».
وسئل قشقاوي عما إذا كانت إيران تعتزم اغتنام هذه الفرصة لعقد لقاء بين دبلوماسيين إيرانيين وأميركيين، فامتنع عن الرد واكتفى بالقول إن المسألة غير مطروحة في الوقت الراهن. كذلك أفاد قشقاوي بأن بلاده ستشارك أيضاً في اجتماع منظمة شانغهاي للتعاون (روسيا والصين وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان)، المخصّص لأفغانستان أيضاً، والذي يبدأ أعماله اليوم الجمعة في موسكو، بحضور الولايات المتحدة.
في هذا السياق، أفاد المكتب الصحافي للسفارة الإيرانية لدى روسيا بأن نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي أخوند زاده سيمثّل بلده في مؤتمر موسكو. ويناقش هذا المؤتمر «تنسيق التعاون الدولي وتكثيفه في اتجاه مكافحة المخدرات والإرهاب».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أندري نيستيرينكو أن روسيا مستعدة لتقديم مساعدة في تنظيم لقاء بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين على هامش مؤتمر موسكو.
وقال نيستيرينكو، في حديث للصحافيين، «لا تتوافر معلومات لدى وزارة الخارجية الروسية عن وجود نيّة لعقد لقاء بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين على هامش المؤتمر. ولكنّ روسيا بصفتها الدولة المضيفة للمؤتمر مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم إذا أبدى الجانبان رغبة في ذلك». ويعقد مؤتمر لاهاي بمبادرة من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي دعت إيران في مطلع آذار إلى المشاركة فيه، بعدما قاطعت إيران في كانون الأول 2008 اجتماعاً دولياً بشأن أفغانستان نظّمته فرنسا.
أمّا مؤتمر موسكو، فسيشارك فيه وزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة شنغهاي والدول التي تتمتع بصفة مراقب، بالإضافة إلى أفغانستان وتركمنستان، وممثّلين عن مجموعة الدول الثماني الكبرى.
(أ ف ب، نوفوستي)