بعد فترة من الصمت الرسمي الأميركي على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن رفض نتائج مؤتمر أنابوليس للسلام، جاء خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في تركيا، حازماً لجهة تأكيده مرجعية المؤتمر في المفاوضات المستقبليّة، ما استدعى تهليلاً فلسطينيّاً واحتواءً إسرائيليّاً.وشدّد أوباما، في خطاب أمام البرلمان التركي أمس، على أن «عملية أنابوليس وخريطة الطريق تمثلان طريق السلام في الشرق الأوسط». وأضاف: «دعوني أكن واضحاً: الولايات المتحدة تدعم بحزم هدف (إقامة) دولتين، إسرائيل وفلسطين تتعايشان بسلام وأمن». وأوضح أن ذلك «يمثل الهدف المشترك للفلسطينيين والإسرائيليين وأصحاب النيات الحسنة في العالم». وتابع: «هذا هو الهدف الذي اتفقت الأطراف المعنية على تحقيقه ضمن خريطة الطريق وأنابوليس، وهذا هو الهدف الذي سأعمل على تحقيقه بهمة بصفتي رئيساً».
في المقابل، سعت الحكومة الإسرائيلية إلى احتواء موقف أوباما. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوسي ليفي، إن «إسرائيل ملتزمة بأمنها وعملية السلام»، موضحاً أنها «تقدر التزام أوباما بأمن إسرائيل ورغبته في دفع عملية السلام»، مضيفاً أن «حكومة إسرائيل ستبلور في الفترة القريبة المقبلة سياستها للعمل بتعاون مع الولايات المتحدة».
موقف يبدو أقرب إلى المسايرة السياسية، وخصوصاً أن نتنياهو سبق أن أعلن خلال حملته الانتخابية رفض مبدأ حل الدولتين. أما وزير خارجيته، فيبدو غير معني بالحذر الأوروبي والأميركي الناتجة من تصريحاته، وهو ما يبرر تماديه في طرح رؤياه المتطرفة. إذ أفادت وسائل الإعلام العبرية بأن ليبرمان دعا إلى «إعادة النظر في الفرضيات الأساسية التي وجهت خطى الدولة منذ اتفاقيات أوسلو وتبين خطأها». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ليبرمان قوله في أول اجتماع له مع الكادر المهني في وزارته أول من أمس إن «90 في المئة من السياسة الخارجية في الإسرائيلية كانت مكرسة لمعالجة الموضوع الفلسطيني، في وقت ينبغي فيه أن يكون الموضوع الرئيسي هو التهديد الإيراني».
وكان للسلطة الفلسطينية موقفها الايجابي من تصريحات أوباما. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من موسكو، حيث يرافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية إلى روسيا، «نثمن عالياً تأكيد الرئيس أوباما مبدأ حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط، بما يشمل الحل على المسار السوري الإسرائيلي». وأمل أن تفهم حكومة إسرائيل أن إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 ومبدأ حل الدولتين، هما الطريق الوحيد للسلام».
أما عباس، فقال بعد محادثاته مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، إنه «يعلق أهمية كبيرة على التنسيق مع روسيا لحل المسائل المتعلقة بالشرق الأوسط».
بدوره، قال ميدفيديف إن «روسيا ستواصل دعمها لعملية السلام في الشرق الأوسط والمساعي التي تبذل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)