في 8 نيسان (أبريل) 1994، عُثرَ على جثة كورت كوباين (1967 ــ الصورة) في بيته في مدينة سياتل الأميركية. الواضح أنّ مؤسّس فرقة الـ«غرانج» الشهيرة «نيرفانا» (مع كرست نوفوسيلك) فعلها بنفسه، مستخدماً بندقية صيد منذ ثلاثة أيّام كاملة. هكذا، وضع حدّاً لـ 27 عاماً من الحياة الصاخبة والنجاح الأسطوري والتحلّل الذاتي. نظريات قتله عن عمد لم تثبت يوماً، إلا أنّ المؤكّد أنّ «ملك الغرانج» و«الناطق باسم الجيل» كان مخلصاً لإدمان الهيروين.
سنواته الأخيرة شهدت اضطرابه وسخطه وعدم تكيّفه مع الحياة العامة وضرائب الشهرة. بعد رحيل الأيقونة الأميركي، اندثرت «نيرفانا» رغم محاولات زوجته كورتني لوف وبقية الرفاق. حتى الغرانج كتيّار تحرّري لم يعد بذات التوهّج والتأثير. كل ذلك، دفع الأميركي بريت مورغان إلى النبش الوثائقي في عالم كوباين. بيوغرافياKurt Cobain: Montage of Heck (عام2015) حقّق نجاحاً لافتاً لدى افتتاحه في «مهرجان صندانس السينمائي» 2015، قبل أن ينتقل إلى صالات أميركية منتقاة، ليُعرض على شبكة HBO الاثنين الفائت.
المثير للاهتمام أنّ مورغان عثر على كنز أثناء البحث في تركة كوباين. 107 أشرطة كاسيت تحفظ 200 ساعة من «موسيقى لم يسمعها أحد سابقاً، أو نادراً ما سُمعَت». يقول السينمائي لنشرة Bedford + Bowery الأميركية الإلكترونية. الأفضل منها سيبصر النور كألبوم جديد لكورت كوباين أوائل الصيف. «كما لو أنّك تتسكّع مع كورت كوباين في يوم صيفي حار في أولمبيا، واشنطن، بينما يقوم هو بالعزف. سيكون مفاجأة بالفعل». يضيف مورغان بحماسة.
إذاً، الألبوم المنتظر ليس أحد إصدارات «نيرفانا». يؤكّد بريت: «إنّه كورت فقط، ستسمعه يقوم بأشياء لم تتوقعها منه أبداً». إنّه إرث لا يُقدّر بثمن. يضمّ أيضاً حفلات مع كورتني وتسجيلات مع «نيرفانا» وأغنيات للـ«بيتلز» بتوزيع جديد وأشياء أخرى. هذا يعني أنّ الباقين على صوت كوباين سيلتقونه مراراً خلال السنوات المقبلة. من قال إنّ السينما غير قادرة على إحياء الموتى، من بين معجزات أخرى؟