نادرة هي البرامج التي تتوجّه إلى الجيل الشاب بعقلية عصرية وجديدة. وفي هذا الإطار تحديداً، تتميّز قناة mtv اللبنانية عبر برنامجها #Hashtag الذي يبدأ بأغنية Because of you للأميركي بيجين جون. تكفي الأغنية مع المؤثرات البصرية لتحمّسك على المتابعة. البرنامج الذي انطلق في أيلول (سبتمبر) 2014، يقدّم خلطة مميّزة لجمهور الشباب والمراهقين. هذه الفئة من الجمهور تتجاهلها التلفزيونات المحلية، فلا تجد سواه يقدّم على مدى ساعتين (من الاثنين إلى الجمعة ــ 16:30) فقرات غنيّة ومنوّعة.
يغطّي «#هاشتاغ» أخبار الموسيقى، والأفلام، والكتب، والموضة، والرياضة، والصحة، والتكنولوجيا، إضافة إلى الـ«تريندز» التي ضربت مواقع التواصل الاجتماعي والكثير غيرها. طريقة العرض حيوية جداً. فالاستديو مفتوح وتوجد فيه مجموعة من المقدمين الشباب الذين يبلغ عددهم الـ13، ويملكون كفاءة علمية من مختلف المجالات، ومظهراً خارجياً مناسباً لذلك. يخضع هؤلاء للتدريب المطلوب لفترة معينة، كما تقول المنتجة المنفّذة كارلا عاد لـ«الأخبار». غير أنّ التدريب وحده ليس كافياً، إذ هناك حرص على أن تكون الوجوه جديدة. يشكّل ذلك تحدّياً، خصوصاً أنّ البرنامج يُبث مباشرة على الهواء. وهذه الفرصة أعطاها البرنامج لمقدميه الذين لم يخوضوا التجربة من قبل، لكن معدّوه سبق أن اختبروا الأمر مع قناة «روتانا» في برنامج مشابه هو «روتانا كافيه».
تتوزّع الأدوار بين الشباب، فيقدّم الحلقة فيليب يعقوب أو جيري غزال، متنقلين بين فقرات عدّة، بينها السوشال ميديا التي تستعرض أحدث ما تداوله روّاد مواقع التواصل الاجتماعي. ثم يجلس محمد حريري مع أنجي سابا أو رومي حدّاد للحديث عن الأفلام المعروضة في الصالات اللبنانية، فيما يستحضرون أفلاماً غير هوليوودية أيضاً.
وللموسيقى حصة كبيرة في «هاشتاغ». هذه المساحة لا تقتصر على الفيديو كليبات وأحدث الأغنيات الصادرة، بل تسلّط الضوء على تلك المستخدمة والمستحدثة في الأفلام. ولا تخلو الجلسة من الحديث عن الكتب التي يمكن للمشاهدين الاستفادة منها.
على خط موازٍ، تسلّط فقرتا what›s happening وinterview الضوء على مواهب شابة في عالم الغناء، والفن، وصناعة الأفلام وغيرها من المجالات، بهدف دعمهم وإتاحة الفرصة أمامهم للظهور.
بلغة تختلط بين العربية والإنكليزية والفرنسية، يواكب الشباب الأحداث اليومية في لبنان والعالم. عندما توفيت صباح مثلاً، خصّصوا حلقة لها. صحيح أنّ شباب اليوم لم يعايشوا أعمالها، تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى سعيد عقل وفاتن حمامة، لكن إدارة «هاشتاغ» ترى أنّه من الضروري تعريفهم إلى هذه الشخصيات وإرثها الكبير.
في هذا السياق، كان لرد الفعل الافتراضي على الجريمة التي وقعت في مقرّ صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية حصته. وفي عيد الميلاد ورأس السنة، تعاون البرنامج مع جمعية «كن هادي» للتنبيه من خطورة القيادة تحت تأثير الكحول.
من جهته، خصّ «تلفزيون لبنان» طلّاب المدارس ببرنامج «التحدي الكبير» (كل جمعة ــ 18:00) الذي يستضيف طلاباً من مختلف المؤسّسات التربوية اللبنانية المتوزّعة في المناطق كافة، لخوض تحدٍّ في ما بينهم. البرنامج عاد إلى الشاشة الوطنية بعد انقطاع سنوات، ضمن شبكة برامجها الجديدة التي أطلقتها في نيسان (أبريل) 2014. يتنافس هؤلاء على قوّة معلوماتهم في تاريخ لبنان الحديث، ومعالمه الجغرافية، والأدب، والشعر، وأهل الاختصاص، إضافة إلى التحليل الذهني والفكري والثقافة العامة. البرنامج من إعداد كمال نخلة، وتقدّمه كريستين داغر.
أما الجمهور فيكون من طلاب المدرستين المشاركتين. يطرح «التحدي الكبير» أسئلة دسمة وقيّمة، فيغني معلومات المتبارين والجمهور المتابع على حد
سواء.
هكذا، تكون التلفزيونات اللبنانية قد اكتفت بهذين البرنامجين لمخاطبة جمهور الشباب. هذه القنوات نفسها التي تنظّر بأنّ التغيير سيكون مسؤوليتهم. فكيف تحمّلهم هذا العبء، وتغيّبهم عن لائحة أولويّاتها في آن معاً؟