في هذا الظلام الدامس الذي لا بصيص نورٍ فيهنعيش.
يغني حسون طليق.
نبني طائرة من ورق... نلونها نُطّيرها. نفرح بها.
في هذا الظلام الكلي نكتب أغنيةً. نغنيها ... ينطلق الصوت الرخيم... نفرح. نكتب قصيدة نرددها بصوت عالٍ... تفرحنا.
في هذا الظلام الذي قد يكون نهائياً، لا نرى طريقنا لشدة سواده.
نجلس ونتأمل الكون.
نصعد إلى أعلى قمة في البلاد كي نتنفس ونتصالح مع ذاتنا ومع بلدنا.
في هذا الظلام نعيش نحن الكبار فصلنا الأخير... ولكننا نلعب...
نتأمل الأطفال والشباب يبدأون فصلهم الأول ونلعب معهم.
ما اسمه هذا الذي نحن فيه؟
نلعب نركّب الطيارة الورقية. نطلقها في السماء الرمادية. نفرح.
لا نعلم ما الذي سيخرجنا من الذي نحن فيه.
هناك في مكان ما جوقة موسيقية تلعب بالأواني والطناجر وتُصدر صوتاً جميلاً... الجميع يصفق.
في المدرسة تكتب طفلة مشهداً مسرحياً. يفرح الأطفال وهم يلعبونه. الجميع يصفق.
يمثلون أن السماء زرقاء.
يمثلون أن الهواء نظيف.
يمثلون أن البحر جميل.
يمثلون ويلعبون يلعبون ويمثلون يخترعون لعبة أخرى، وطيارة أخرى، يعملون معاً كي يبقوا على قيد الحياة.
يخرجون بلعبتهم إلى الخارج ويقدمونها للجمهور.
تُمنع. يمنعها الآخرون. هؤلاء القابعون في الزوايا المظلمة الذين لا حلم لهم ولا طائرة من ورق.
لكن الفنانين المبدعين الشعراء والفلاسفة الكتاب والحالمين بحياة أفضل وبمجتمع أفضل من خلال رؤيتهم للعالم، من خلال إبداعاتهم.
مستمرون...
كبارنا وصغارنا يجب أن نظل على قيد الحياة ونتابع مسيرتنا.
تعالوا نبني الجسور فيما بيننا.
تعالوا نبني الجسور مع الآخر أبعد وأبعد أكثر وأكثر.
ونتابع رؤيتنا الإبداعية لغد أفضل للسينما والمسرح والمكتبات العامة والمهرجانات التي تنعش قلوب الناس وتجعلهم يتشبثون بكل إنجازاتهم.
فمهرجاننا مهرجان لبنان للمسرح الأوروبي في نسخته الثانية أحدثها وأكثرها فتوةً وشباباً، يعطي الفرصة للجميع وللشباب خاصة بمشاهدة المسرحيين المبدعين القادمين من الجسر الآخر عبر المتوسط.
يصنعون طائرتهم الورقية الملونة ويطلقونها في سماء لبنان.

* رئيسة ومؤسسة «جمعية مسرح المدينة للثقافة والفنون»