كشفت المُبلّغة التي تقف وراء تسريب وثائق داخلية لشركة «فيسبوك» كانت قد أثارت قلق الجمهور ومسؤولين أميركيين في آن، هويتها اليوم، خلال برنامج تلفزيوني.
واتهمت فرانسيس هوغن، مهندسة البيانات السابقة في «فيسبوك»، المجموعة بـ«اختيار الربح المادي على سلامة مستخدميها»، خلال برنامج «60 مينيتس» عبر محطة «سي بي إس».

ويفترض أن تمثل هذه الثلاثينية أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء. وقد أشاد السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال عضو اللجنة، اليوم، بشجاعة هذه الشابة.

قبل مغادرتها الشركة في أيار، أخذت فرانسيس هوغن معها مستندات داخلية للشركة وأرسلتها خصوصاً إلى صحيفة «وول ستريت جورنال».

وفي مقال نُشر منتصف أيلول، كشفت الصحيفة اليومية استناداً إلى هذه المعلومات، أن الشركة كانت تجري أبحاثاً حول شبكة «انستغرام» التابعة لها منذ ثلاث سنوات لتحديد تأثيراتها على المراهقين.

وأظهرت الأبحاث خصوصاً، أن 32 في المئة من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام «انستغرام» منحهن صورة أكثر سلبية عن جسدهن فيما لم يكنّ راضيات أصلاً عنه.

وفي وقت سابق من اليوم، أجرى نائب رئيس المجموعة، نِك كليغ، مقابلة مع محطة «سي أن أن» وحاول الحد من الضرر المحتمل الذي قد تسببه المقابلة مع هوغن.

تضارب مصالح
وقال كليغ الذي كان نائب رئيس الوزراء البريطاني بين 2010 و2015 الأحد: «بحوثنا أو بحوث أي طرف آخر لا تدعم حقيقة أن إنستغرام (شبكة) سيّئة أو مضرة لجميع المراهقين».

وأضاف «لا أجد أنه من المفاجئ أنه إذا لم تكن تشعر بالرضا عن نفسك، سيجعلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تشعر بسوء أكبر».

وتحت الضغط، أعلنت الشركة التي تتخذ في كاليفورنيا مقراً، أنها علقت تطوير نسخة من «إنستغرام» للأطفال دون الثالثة عشرة لكنها لم تتخلَّ عن ذلك.

انضمت فرانسيس هوغن إلى «فيسبوك» في عام 2019، وتم تعيينها بناء على طلبها، إلى قسم النزاهة المدنية المعني بالأخطار التي قد يشكلها بعض المستخدمين أو محتوى معين، على حسن سير الانتخابات.

وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني 2020، أدخلت «فيسبوك» تعديلات على خوارزمياتها للحد من انتشار المعلومات المضللة.

لكن وفقاً لهوغن «بمجرد انتهاء الانتخابات» أعادت المجموعة الخوارزميات لما كانت عليه «بهدف إعطاء الأولوية للنمو على السلامة» كما قالت الشابة في مقابلتها التلفزيونية.

وأضافت «كان هناك تضارب في المصالح بين ما هو مفيد للجمهور وما هو مفيد لفيسبوك»، مشيرة إلى أنه «مرة تلو الأخرى، وضعت المجموعة مصالحها أولاً، أي كسب المزيد من المال».

وقالت المهندسة: «لقد عملت في الكثير من الشبكات الاجتماعية، وكان الوضع في فيسبوك أسوأ بشكل ملحوظ من أي شيء رأيته من قبل».

بالنسبة إلى هوغن، بعد إعادة الخوارزميات القديمة، استخدم الكثير من مشتركي «فيسبوك» المنصّة للحشد لأحداث 6 كانون الثاني التي أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول.

ورد كليغ أن مسؤولية «التمرد» الذي حدث في مقر الكونغرس «تقع على الأشخاص الذين تسببوا في العنف وعلى من شجعوا عليه بمن فيهم الرئيس (دونالد) ترامب».

وأشار إلى أنه «من السهل جداً البحث عن تفسير تكنولوجي للاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة».

لكنه أقر بأن «فيسبوك» يجب أن تحاول «فهم كيف تساهم في المحتويات السلبية والمتطرفة وخطابات الكراهية والمعلومات المضللة».

من جانبها، قالت هوغن: «لا أحد في فيسبوك شرير. لكن المصالح ليست متوافقة».

وهي تعتبر أن مارك زاكربرغ، المؤسس المشارك لـ«فيسبوك» ورئيسها التنفيذي، لم يكن يسعى لجعل الموقع منصة كراهية، «لكنه سمح باتّخاذ خيارات» للترويج لنشر محتوى يحضّ على الكراهية.

وكتب السناتور ريتشارد بلومنتال في بيان «تظهر تصرفات فيسبوك بوضوح أنها لن تصلح نفسها بنفسها. نحن في حاجة إلى تنظيم أكثر صرامة».