دمشق | داخل أحد أحياء دمشق القديمة، وفي بيت قديم يعرف باسم «كافيه حنين»، بالقرب من كنيسة المريمية، تجتمع مجموعة «ساعد» التطوعية التي تعمل ضمن المبادرات المجتمعية في مجالات الإغاثة والثقافة والتوعية. تعمل المجموعة على مبادرة «عيدية ساعد» المقسمة إلى احتفالية موسيقية يعود ريعها لدعم الحملة، والقسم الثاني هو المبادرات الثلاث المخصصة للحلويات والألبسة والنشاطات. يقول المسؤول الاعلامي في المجموعة، نضال عبدالله، لـ«الأخبار»، إن المبادرة «سورية إنسانية بعيدة عن أيّ توجه سياسي، تأخذ منحى إغاثياً ومجتمعياً. ففي ظل الظروف التي تمر بها البلاد، والتي أدّت إلى ارتفاع الأسعار، أصبح هناك العديد من العائلات ليس بمقدورها شراء ثياب أو الطعام لأولادها».
داخل البيت الدمشقي يوجد فرن آلي وطاولات وغرف المواد الأساسية، حيث تمتزج رائحة الحلويات العربية بعراقة الجدران القديمة.
يروي عبدالله أنّ «حلو العيد هو تقليد سوري يهتم به الصغير قبل الكبير. قمنا بدراسة وأعلنا المبادرة وبدأنا باستقبال المواد الأولية والمتطوعين واختصاصي في صناعة الحلو». تستمر المبادرة إلى ما قبل العيد، ومن بعدها سيجري التوزيع على المحتاجين. مبادرة الألبسة تسير معها بالتوازي، إذ يجري فرزها ضمن بيانات العائلات الموجودة لدى المجموعة، وآلية التوزيع تكون بتسلم كل أب أو أم الهدية، فيما تنفّذ المبادرة الثالثة في الأيام الثلاثة الأولى للعيد في قصر العظم، وهي عبارة عن نشاطات للأطفال. ويشير نضال إلى أنّ أهمية المبادرة للأطفال «أنها تعيد فرحة العيد للطفل، وهي محاولة لإعادته إلى حالته الطبيعية، حين تقدم ثياب لأب ليقدمها لأطفاله، وهنا نساعد في تخفيف العبء عنه خلال أيام العيد».
وتعمل المجموعة على تغطية الأماكن ومراكز الوافدين التي لا تغطيها الجمعيات والمنظمات، بنحو يضمن وصول المساعدات إلى معظم العائلات التي رغم وجود بيانات لها قد تختلف في الأعداد. ففي المبادرة السابقة في شهر رمضان بدأت المجموعة بتوزيع 500 وجبة طعام لترتفع إلى 10000 وجبة. ويتألف عدد أعضاء المجموعة من 30 شخصاً، ويصل عدد المتطوعين إلى 2000، يجري طلبهم وتقسيمهم حسب الحاجة في كلّ مبادرة.
في منطقة المزة، يعمل مختار حيّ بساتين الرازي على تأمين حاجات السكان. يخبر «الأخبار» عن طريقة توزيع الألبسة في المنطقة التي كانت تشكّل نقطة تظاهر واشتباك في بداية الأزمة، حيث تقع بين منطقتي داريا والمزة. «نعمل على وضع بيانات للعائلات الموجودة في الأحياء ويجري تقسيمها على المسؤولين في لجان حي الإخلاص وحيّ مزة بساتين. وتتضمن البيانات تفاصيل واضحة عن وضع كل عائلة وحاجتها». بالنسبة إلى المختار، تمثّل هذه المبادرات وسيلة مهمة لتعزيز الثقة مع الناس، وخصوصاً بعد الأحداث التي وقعت في الحيّ وأدت إلى سقوط ضحايا وجرحى، تزامناً مع انتشار المظاهر المسلحة بين المتظاهرين، فكانت إعادة الثقة تتطلب تواصلاً دائماً مع الأهالي للعمل على إعادة الأمان إلى هذه المنطقة.
لم تقتصر المبادرات على الأمور المادية، فقد عملت مجموعتا «فريق ضيعة» و«بكفّي» على حملة «لعبتك فرحة للأطفال»، إذ توجهتا بالإعلان عن أهمية المساهمة في إعادة الفرحة إلى الأطفال من خلال التبرع بمجموعة من الألعاب التي سيجري توزيعها عليهم.
كذلك أنشئت صفحة مخصّصة بتوجيه كلمات إلى الأمهات في سوريا خلال العيد، والتي يعمل المشرفون عليها على جمعها وتوزيعها تحت شعار «صرخة إلى الأمّ السورية».
ويقدّر عدد النازحين في الداخل السوري بأكثر من 4 ملايين شخص بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في سوريا، وتقدّر نسبة الأطفال بينهم بـ46%.