منذ إعلان «الذاتية» الموعد الأول للانتخابات، وتأجيلها عدّة مرات، أبدت تركيا موقفاً متشدّداً إزاءها
ومنذ إعلان «الذاتية» الموعد الأول للانتخابات في 30 نيسان الماضي، وتأجيلها عدّة مرات، أبدت تركيا موقفاً متشدّداً إزاءها، وحثّت على ضرورة اتّخاذ موقف دولي حازم لمنع إجرائها، كونها تعتبر «تمهيداً للانفصال» بالنسبة إليها، مهدّدةً أيضاً بشنّ عملية عسكرية واسعة، في حال أقيمت فعلاً. وهدّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بأنه «إذا تم بالفعل تنظيم انتخابات، فسنحشد كل قواتنا بحسب الضرورة. ولن نسمح للإرهابيين بترسيخ مواقعهم تحت أنوفنا، ولن نتردّد أبداً في القيام بما هو ضروري في هذا الشأن»، مبدياً «الاستعداد لاتّخاذ إجراءات عسكرية لمنع حزب العمال الكردستاني من اكتساب الشرعية في سوريا». وأكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، بدوره، أن «تركيا تعارض جهود الأحزاب الكردية لإجراء انتخابات محلّية، وإتمام هذه الانتخابات يمثّل بالنسبة إلى أنقرة خطوة نحو إنشاء دولة مصطنعة على حدودنا».
وتعارض جهات سياسية وأهلية المضيّ في الاستحقاق، ومن بينها أحزاب «المجلس الوطني الكردي» الذي اتهم «الذاتية» بـ«إجبار السكان على المشاركة في الانتخابات، عبر ربط تقديم خدمات المحروقات والخبز والغاز، بإصدار البطاقة الانتخابية والمشاركة الإجبارية في الاستحقاق، في «تجاوز غير مسبوق للديموقراطية»، بحسب تلك الأحزاب. ووفقاً لمصادر مقربة من «حزب الاتحاد الديموقراطي»، فإن «القرار اتُّخذ بإجراء الانتخابات المحلية، استناداً إلى أن التهديدات التركية بشنّ عملية عسكرية، مستمرّة منذ عدة سنوات». وتشير المصادر، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الإدارة الذاتية تَعتبر أن انتخاب رؤساء لجان أحياء وبلديات وغيرها، لن يؤثّر حتماً على الأمن القومي التركي ولا حتى السوري»، فيما يبيّن مصدر كردي مقرّب من «الذاتية»، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «قرار إجراء الانتخابات غير نهائي، وقابل للنقاش والتأجيل»، معترفاً بـ«وجود صعوبات، كون الانتخابات مرهونة بالظروف الإقليمية والدولية غير المشجعة حتى الآن على إقامتها». ولفت إلى أن «هناك أصواتاً داخل الذاتية ومجلس سوريا الديموقراطية تطالب بمراعاة هذه الظروف، وأخذ التهديدات التركية على محمل الجدّ، وعدم منح أنقرة ذرائع إضافية لانتزاع موافقة الأطراف الدولية على عملية عسكرية جديدة»، معتبراً أن «الوقت لا يزال مبكراً (...) سيكون هناك قرار بتأجيل إضافي لعدّة أشهر، إلى حين نضوج الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات».