يبدو أن ثمّة إصراراً سعودياً على المضي قدماً في العلاقات مع سوريا برغم محاولات واشنطن عرقلة أي حل «من دون ثمن سياسي»
وإذ تقود الرياض، إلى جانب أبو ظبي، حركة الانفتاح العربية على دمشق، وهي تمكّنت من التوصل عبر اجتماع ضم الأردن والعراق ولبنان ومصر إلى صياغة مبادرة مقبولة من جميع الأطراف تهدف إلى حلحلة الأزمة السورية بشكل تدريجي، يُنظر إلى التقارب السوري - السعودي على أنه أحد أبرز عناصر فرض التهدئة والتوازن في المنطقة، بما فيها لبنان، ما دفع برئيس «الحزب الديموقراطي» اللبناني، طلال أرسلان، إلى الترحيب الشديد بهذه الخطوة. وقال الأخير، عبر تغريدة له على منصة «X»: «من يعرف التركيبة اللبنانية وتاريخ المنطقة ككل يعرف أنّه لا خلاص لنا من دون علاقات وطيدة للدول العربية مع سوريا وعودة الوضع فيها إلى ما كان عليه قبل الـ2011»، في إشارة إلى معادلة «السين – سين» الشهيرة في المنطقة، والتي ساهمت في إنهاء التوترات السياسية في لبنان.
وبالإضافة إلى الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الرياض بالتعاون مع دمشق في سياق حلحلة الأزمة السورية، وإعادة التوازنات السياسية إلى المنطقة، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها إشارة إلى إصرار سعودي على المضي قدماً في هذه التوافقات، برغم المعارضة الأميركية المستمرة ومحاولات واشنطن عرقلة أي حل «من دون ثمن سياسي»، خصوصاً أن تلك التطورات ترافقت مع بدء لبنان تسيير قوافل النازحين السوريين الراغبين في العودة، والعجز الأممي عن توفير احتياجاتهم في ظل نقص التمويل المستمر. ويعيد ذلك إلى الأذهان الخطة التي أعدّتها «الأمم المتحدة» لتجاوز أزمة التمويل، عبر تأسيس صندوق خاص بـ«مشاريع التعافي المبكر في سوريا»، تعوّل فيه على الدعم الخليجي، وخصوصاً الرياض وأبو ظبي، وتأمل الدول المستضيفة للاجئين، خصوصاً لبنان والأردن، أن يساهم في إنهاء أزمتهم، وتخفيف الضغوط الكبيرة التي تسببت بها هذه الأزمة على الدولتين.