مقالات مرتبطة
الأسد: الرئيس لا يمكنه أن يُحدث التغيير بمفرده
وخلال اللقاء، فُتح المجال لأعضاء الوفد للحديث وطرح الأسئلة والأفكار والرؤى، فطُرحت أسئلة عديدة حول الحوار الداخلي، والديمقراطية، والالتزام بالقانون والدستور، وهنا تساءل الأسد عن «مفهوم الديمقراطية»، معتبراً أن «كل واحد يفهم الديمقراطية من منطلقاته، وأيضاً الدستور والقوانين كلّ يفهمها كما يريد». وكذلك الأمر بالنسبة إلى «التغيير من داخل الدولة»، إذ اعتبر الأسد أن «الرئيس لا يمكنه أن يُحدث التغيير بمفرده، فقانون العفو من الرئيس مثلاً، يُعمل به لمرّة واحدة، ولا يصبح قانوناً نافذاً»، ولذا فإن «التغيير في الدولة يتعرّض لعقبات وصعوبات جمّة وليس سهلاً». وأعاد تأكيد «الانفتاح على المصالحات، ولكن بشرط الالتزام بالقانون». ولدى سؤاله حول شكل الاقتصاد في سوريا، قال الأسد إن «نظام سوريا الاقتصادي، هو النظام الاشتراكي، وهو يحتاج إلى تجديد، لكننا لن نتحوّل إلى أي نظام آخر، ولن نذهب إلى صندوق النقد الدولي».
ولدى الحديث عن المؤامرة التي تعرّضت لها سوريا، تحدّث الأسد عن الإعداد المُسبق للحرب، وروى لأعضاء الوفد ما جرى بينه وبين الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي قبيل انعقاد القمة العربية في الدوحة، عام 2009، حيث قال له القذافي: «لا تندفع كثيراً، فكل هؤلاء (الزعماء العرب) يكذبون عليك، وهم يتآمرون عليك، ويجب أن تنتبه منهم». واليوم، «هنالك في سوريا من يقول إن العرب خانونا»، لكن «الانفتاح العربي الذي حصل تجاه سوريا أخيراً، إيجابيٌّ لكنه غير كافٍ، لأن هنالك معوقات وضغوطات لا تزال تُمارس على سوريا». ولدى سؤاله عن موقفه من دولتين عربيّتين عارضتا عودة سوريا إلى «الجامعة العربية»، قال إن «هذا في ما هو مُعلن»، لكن في المقابل، لقد «حضنني مندوب الكويت في الممرّ، خلال القمة العربية الأخيرة في جدّة (السعودية)».
وتطرّق الأسد في حديثه إلى القضية الفلسطينية، واعتبر أن «ما حصل في غزة من انتصار وتحرّك الشعب الفلسطيني في جميع المناطق، وخصوصاً في الضفة الغربية، وكذلك تحرّك الشعب العربي وتفاعله مع هذه الأحداث في فلسطين، كل ذلك أثبت أنه وعلى الرغم من كل المخطّطات التي تم تحضيرها للمنطقة، فإن الشعب العربي بكل أقطاره لا يزال متمسّكاً بعقيدته وبهويّته وانتمائه». كما تحدّث في هذا السياق، عن أهمّية «المبادئ» ومحوريّتها في العمل السياسي، وقال: «نحن بدأنا مسار التفاوض مع العدو الإسرائيلي، في الوقت نفسه مع (رئيس منظمة التحرير) ياسر عرفات، ولكنه استخدم الذكاء، أما نحن فقد اعتمدنا على المبادئ، وانظروا إلى أين هو وصل، وإلى أين نحن وصلنا».