اضطرّ «التحالف» إلى استخدام مضادّات أرضية للتصدّي للصواريخ للمرّة الأولى منذ بدء استهداف قواعده في سوريا عام 2021
وتؤكّد مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن «الصواريخ التي استهدفت القاعدتَين خلّفت أضراراً مادّية على الأقلّ»، مبيّنةً أن «العمر» تعرّضت لخمسة صواريخ، اثنان منها أُسقطا بمضادّات أرضية، والثلاثة الباقية وصلت إلى مهبط المروحيات في القاعدة، ما أدّى إلى أضرار مادّية مؤكّدة، فيما سقطت الصواريخ التي استهدفت «كونيكو» في محيطها». وتَعتبر المصادر أن «التطوّر اللافت هذه المرّة، يتمثّل في اضطرار «التحالف» إلى استخدام مضادّات أرضية للتصدّي للصواريخ، للمرّة الأولى منذ بدء استهداف قواعده في سوريا في حزيران2021». ولا تستبعد «انطلاق الصواريخ من مناطق شرق الفرات، في ظلّ حالة الاحتقان الشعبي المتصاعدة ضدّ الأميركيين، الذين يفرضون حصاراً ظالماً على السوريين»، مؤكدة أن «المقاومة الشعبية ضدّ الأميركيين في هذه المنطقة في تنامٍ مستمرّ».
بدورها، تؤكد مصادر أهلية، لـ«الأخبار»، أن «هذا الاستهداف هو الأعنف ضدّ قواعد الأميركيين منذ قدومهم إلى دير الزور»، لافتةً إلى أن «أصوات المضادّات الأرضية كانت مسموعة حتى مسافات بعيدة من القاعدة، وأحدثت حالة من الهلع بين الأهالي».
وكعادته، أقرّ الجيش الأميركي بوقوع الهجوم، مع تكرار حرصه على التخفيف من حجمه وآثاره، وعدم توجيه اتّهام إلى أيّ طرف بالوقوف خلفه. كذلك، لم يكشف تفاصيل حول الحادث، تماماً كما فعل حيال الحوادث السابقة التي استهدفت قواعده طيلة السنوات السابقة، مكتفياً بإعلان فتْح تحقيق فيها. وأصدرت «القيادة المركزية الأميركية» بياناً قالت فيه، إنه «سقط صاروخان بالقرب من القوات الأميركية وقوات التحالف في القرية الخضراء، شمال شرق سوريا (حقل العمر)»، مضيفةً أن «القصف لم يسفر عن ضحايا أو إصابات، ولا عن أيّ أضرار في البنى التحتية أو في المعدّات». على أن المفارقة أن الاستهداف الأخير وقع، على رغم تأكيدات عن رفْع الأميركيين جاهزية كامل قواعدهم في «العمر» و«كونيكو» و«التنف»، لمراقبة حركة الإمداد العراقية إلى سوريا، بعد زلزال 6 شباط، ما يُعدّ فشلاً لأنظمة المراقبة والاستطلاع الأميركية في رصد أيّ أهداف هجومية عليها. وعملت قواعد «التحالف»، منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال، على مراقبة تحرّكات قوات «الحشد الشعبي» التي كانت من أولى الجهات التي سيّرت قوافل برّية إغاثية إلى السوريين، مُحذّرةً الأميركيين من مغبّة التعرّض لتلك القوافل، تحت طائلة تحويل المقرّات الأميركية في العراق إلى هدف مشروع لها، وهو ما أسهم في إنجاح عملية الإغاثة بالفعل.