هاجمت الفصائل المسلحة، بغطاء ناري تركي، محور مدينة سراقب، عبر محاولة التقدم من خلال قرية ترنبة غربي المدينة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. كذلك، هاجمت محورَي قبتان الجبل والشيخ عقيل في الريف الشمالي الغربي لمدينة حلب. وفشل المسلحون في تحقيق أيّ تقدّم على محاور الهجوم المختلفة، حيث تمكّن الجيش من صدّهم، مُكبّداً إياهم خسائر كبيرة. وبحسب «المرصد السوري» المعارض، فقد قُتل 28 مسلحاً في معارك محور مدينة سراقب، بينما وردت معلومات عن مقتل عشرات المسلحين على محورَي قبتان الجبل والشيخ عقيل، عبر الغارات والقصف الذي استهدف قواعد انطلاق الهجمات في دارة عزة، بشكل خاص. كما اعترفت وزارة الدفاع التركية، أمس، بمقتل اثنين من جنودها، وإصابة 6 آخرين، في وقت أعلن فيه الجيش السوري تمكّنه من إسقاط طائرة تركية مسيّرة في محيط مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي.في هذا الوقت، قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إنه يتوقع أن يتوصل مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إلى وقف إطلاق نار بسرعة في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب. وفي إجابته عن سؤال عما إذا كان الجانب التركي قد تلقى أيّ مقترحات قبل زيارته لروسيا، أشار إلى أنه «لا توجد مقترحات في الوقت الراهن، لنجرِ زيارتنا أولاً، وسنعقد مؤتمراً صحافياً مع السيد بوتين عقب اللقاء». بدوره، لفت وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إلى أن إردوغان سيعرض على بوتين «مطالب تركيا وأهدافها ومقترحاتها في شأن الأوضاع في محافظة إدلب». وأضاف أكار، من أمام مقرّ البرلمان التركي في أنقرة، إن «هدف بلاده هو إيجاد حلّ سلمي وسياسي للأزمة السورية»، مذكّراً بأن «الاتفاقيات المبرمة مع روسيا بشأن إدلب تواجه مشاكل عدة، والرئيس إردوغان سيبحث مع بوتين سبل إنهاء تلك المشاكل». من جهته، بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عشية القمة، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، الوضع في إدلب، والعلاقات الروسية ــــ التركية، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف. على خط موازٍ، أجرى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مباحثات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، حول التطورات في إدلب. ودعا ظريف إلى «عقد قمة الدول الضامنة لمسار أستانا حول الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن». وأعلن الوزير الإيراني، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، أن هذه «القمة سوف تعقد في إيران»، معتبراً أن «عملية أستانا هي الآلية الوحيدة التي تمكّنت من تقليل حدّة العنف في سوريا، وحرّكت الأزمة السورية نحو الاستقرار إلى جانب مكافحة الإرهاب».
أعلنت إيران أن قمة الدول الضامنة لمسار أستانا ستُعقَد على أراضيها


من جهة أخرى، ندّدت وزارة الدفاع الروسية بالاتهامات الغربية والأممية للحكومة السورية بارتكاب «جرائم حرب». وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، اللواء إيغور كوناشينكوف، في بيان نشر أمس، إن «الدول الغربية والأمم المتحدة لم تكترث على الإطلاق للانتهاكات الجسيمة لمذكرة سوتشي لعام 2018 بشأن إدلب، والتي ارتكبتها تركيا والجماعات الإرهابية الموجودة هناك، والمتمثلة في قصف متزايد للمناطق السورية المجاورة وقاعدة حميميم الروسية وتعزيز قبضة الإرهابيين من هيئة تحرير الشام، والحزب التركستاني، وحراس الدين على المنطقة، وتمازج مواقعهم مع نقاط المراقبة التركية، بدلاً من إخراجهم من المنطقة وفصلهم عن المعارضة المعتدلة». وجدّد كوناشينكوف القول إن «عملية الجيش السوري في إدلب هي تطبيق لاتفاق سوتشي».