دعت موسكو أنقرة إلى الحفاظ على ضبط النفس والإبتعاد عن الإستفزاز
وتتمسّك موسكو برؤيتها لما يجري في إدلب وحلب، عادّة إياه نتيجة لتلكّؤ الجانب التركي في تنفيذ تعهّداته المنصوص عليها في «اتفاقات سوتشي وأستانا». وفي هذا السياق، نبّه المتحدث الصحافي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إلى أن «الكرملين لا يرى نزاعاً في ما يحدث في إدلب، بل هو محاربة القوات المسلّحة السورية للإرهاب على أرض بلادها». وأضاف بيسكوف إن «الحديث لا يدور حول نزاع، بل حول عدم تنفيذ اتفاقات سوتشي، وحول الالتزامات التي أخذتها الأطراف على نفسها وفق الاتفاقات». وغداة انتقادات موسكو الحادّة لأنقرة، توعّدت تركيا، أمس، بـ«ضرب الجهاديين في محافظة إدلب السورية إذا لم يحترموا وقف إطلاق النار في هذه المنطقة». وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إنه «سيتمّ استخدام القوة في إدلب ضدّ من لا يحترمون وقف إطلاق النار، بمن فيهم المتطرفون». وتابع: «سنرسل وحدات إضافية لإرساء وقف إطلاق النار مجدداً، والتأكد من أنه سيستمرّ». كذلك، وفي سياق مساعي التهدئة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن «رئيس هيئة الأركان الروسية بحث مع نظيره التركي هاتفياً الوضع في إدلب».
في المقابل، واصلت الولايات المتحدة محاولاتها تسعير الخلاف بين روسيا وتركيا، مُركّزة على دعمها تحرّكات أنقرة في إدلب. وفي هذا الإطار، أعلن المبعوث الخاص للخارجية الأميركية في شأن سوريا، جيمس جيفري، أمس، أن بلاده «تنظر في سبل تقديم الدعم لتركيا في إدلب في إطار حلف الناتو، والأولوية هنا هي لتزويد العسكريين الأتراك بمعلومات استخبارية ومعدات عسكرية»، مستدركاً في حديث تلفزيوني أثناء الزيارة التي يقوم بها إلى تركيا حالياً بأن «الحديث لا يدور، حتى الآن، عن دعم أنقرة عن طريق إرسال جنود أميركيين إلى منطقة النزاع». واستبعد جيفري احتمال اندلاع نزاع واسع النطاق في الساحة السورية بمشاركة الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإسرائيل، معتبراً أن هؤلاء «اللاعبين الكبار يتوخّون أقصى درجات الحذر في تحركاتهم». وأشار إلى أن واشنطن وأنقرة تتفقان على العديد من النقاط حول إدلب، مؤكداً «حق تركيا في حماية أمنها وحدودها».