بعد يوم واحد على اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، في اسطنبول أول من أمس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية هدنة في إدلب بدأت أمس، بالتفاهم مع الجانب التركي، بعدما كانت منطقة ريف إدلب الجنوبي قد شهدت عمليات عسكرية واسعة شنّها الجيش السوري ضدّ المجموعات المسلحة، مُحقّقاً من خلالها تقدماً ميدانياً ملحوظاً، ليصل إلى مشارف مدينة معرّة النعمان الاستراتيجية على الطريق الدولي (M5). وأعلنت وزارة الدفاع الروسية «بدء عمل نظام لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب شمال غرب سوريا، بموجب اتفاق تمّ التوصل إليه مع تركيا، اعتباراً من الساعة 13:00 (ظهراً، بتوقيت دمشق) من اليوم الخميس (أمس)». وأكد ذلك مدير مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا، اللواء يوري بورينكوف، داعياً «قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية إلى التخلّي عن الاستفزازات بالسلاح، وسلك سبيل التسوية السلمية للأوضاع في مناطق سيطرتهم». وكانت تركيا قد طلبت مرات عدة من روسيا إقرار وقف لإطلاق النار في المنطقة، وأرسلت وفداً إلى موسكو الشهر الماضي في هذا السبيل. وأول من أمس، جدّد إردوغان طلبه من بوتين إقرار هدنة في إدلب، بالتزامن مع هدنة أُقرّت بين الرئيسين في ليبيا. وكان قد لوحِظ شبه وقف للأعمال العسكرية في منطقة جنوب إدلب منذ أيام، في ما فُسّر على أنه هدنة غير معلنة، تحوّلت إلى وقف إطلاق نار معلن أمس.
تواصل واشنطن إرسال تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى قواعدها في حقول النفط

في غضون ذلك، تلقت القوات التركية المنتشرة في الشمال الشرقي في منطقة «عملية نبع السلام» ضربة إضافية، بانفجار سيارة مفخخة بحاجز أمني تركي، أول من أمس. وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن أربعة جنود أتراك لقوا مصرعهم في انفجار سيارة ملغومة في شمال شرق سوريا. وأضافت إن الهجوم وقع خلال تفتيش أمني على الطريق في المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات. ولم تتبنَّ أيّ جهة العملية، إلا أنه يُعتقد على نحو واسع أن القوات الكردية هي من نَفّذتها.
على خط مواز، تواصل الولايات المتحدة، منذ أول من أمس، إرسال تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى قواعدها في حقول النفط شرق سوريا، بحسب ما أفادت به مصادر محلية وكالة «الأناضول» التركية. وذكرت المصادر أن قافلة أميركية، مكونة من مئة وأربعين شاحنة، دخلت، مساء الأربعاء، عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق، إلى سوريا، ووصلت إلى حقول جبسة قرب مدينة الشدادي جنوبي الحسكة. وأشارت المصادر إلى أن «9 عربات مدرّعة وعشرات الجنود الأميركيين كانوا قد خرجوا الثلاثاء من قاعدتهم بالقرب من بلدة تل بيدر شمالي غربي الحسكة، ووصلوا إلى القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور شرق سوريا». وبحسب المعطيات، فإن القوات الأميركية في شرق الفرات تنفذ خطة إعادة انتشار في المنطقة تفادياً لإمكانية تعرّضها لخسائر كبيرة، في حال مهاجمتها انتقاماً لاغتيال الجنرال قاسم سليماني.