جاويش أوغلو: لن نعيد ما جرى في تنفيذ «خريطة منبج»
القلق من المقاربة الأميركية التي تترك الباب مفتوحاً أمام «التسويف» وشراء الوقت، حضر أمس في حديث وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، الذي قال إن «الاتفاق يعدّ بداية جيدة» وإن بلاده «لن تسمح» بأن يعاني ملف «المنطقة الآمنة» من «التأجيل» على غرار ما جرى في الاتفاق الخاص بمدينة منبج. وأوضح جاويش أوغلو أن ما جرى الاتفاق عليه هو «إطار عمل»، لافتاً إلى أن «من المهم إنشاء مركز عمليات لتنسيق ومتابعة الخطوات التي سيتم اتخاذها من الآن فصاعداً». وشدد على ضرورة «تحييد جميع مكونات وحدات حماية الشعب، وحزب الاتحاد الديموقراطي، وحزب العمال الكردستاني.. من المنطقة الآمنة»، مشيراً إلى أن هدف الاتفاق هو «تحقيق الاستقرار... لتتم عودة اللاجئين السوريين إلى تلك المنطقة».
تمايز اللغة الأميركية، وتحذير تركيا من «تأجيل» تنفيذ الاتفاق، ترافقا مع غياب أي تعليق روسي رسمي، ومع رفض متوقع من جانب دمشق. موقف الحكومة السورية الرسمي الحادّ الذي اعتبر الاتفاق «اعتداء على سيادة سوريا»، وهاجم «النزعة التوسعية للنظام الإخواني التركي»، جاء ليكرّس غياب أي فرص لتفاهمات (حتى أولية) بين دمشق وأنقرة، وفق «اتفاقية أضنة» مثلاً، وهو مسار كانت موسكو تعمل على تفعيله أخيراً. وسينعكس انعدام احتمالات مثل تلك التفاهمات على كامل المشهد السوري، وخاصة في إدلب ومحيطها، وهو ما تُرجم تصعيداً على الأرض، أفضى إلى تقدم ميداني لافت للجيش السوري أمس، حيث سيطر على بلدة الصخر وتل الصخر وصوامع الجيسات في ريف حماة الشمالي، تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف، طاول حتى المواقع الملاصقة لنقاط المراقبة التركية هناك، ولا سيما في محيط مورك.