تستمر تداعيات القرار الأميركي الأخير القاضي بانسحاب القوات الأميركية من الشمال السوري. وبعد أن أعلن «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، رسمياً، بدء انسحاب قواته من الأراضي السورية منذ يومين، يسعى الأطراف السوريون المعنيون بالقرار وتداعياته، سواء القوى الكردية، أو الحكومة السورية في دمشق، الى تكثيف المحادثات التي تجري بالفعل بينهما، بهدف التوصل الى رؤية واضحة للمرحلة المقبلة، والتي ستتبلور ما بعد الانسحاب الأميركي.اليوم، قال مسؤول سوري إن «الحكومة تأمل تكثيف الحوار مع الجماعات الكردية السورية»، مشيراً إلى دعم المحادثات التي يأمل أن تؤدي إلى اتفاق سياسي بين الطرفين. وقال أيمن سوسان، معاون وزير الخارجية السوري، لمجموعة صغيرة من الصحافيين في دمشق: «نتمنى تكثيف هذا الحوار. الكثير من تصريحات الأكراد كانت إيجابية فيما يتعلق بالحرص على وحدة سوريا». وأضاف سوسان: «نحن واثقون من أنه بالحوار نستطيع معالجة بعض المطالب، وهذا الحوار يضمن ذلك ما دام يستند إلى الالتزام بوحدة سوريا أرضاً وشعباً».
في المقابل، قال مسؤول في «قوات سوريا الديمقراطية» لوكالة «رويترز»، اليوم، إن «مقاتلي تنظيم داعش يعيشون لحظاتهم الأخيرة»، في آخر جيب لهم في سوريا قرب الحدود مع العراق، حيث كثّفت «قسد» هجماتها على التنظيم في اليومين الماضيين. وقال مصطفى بالي، رئيس المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، إن «مسلحي داعش يعيشون اللحظات الأخيرة، ويدركون أن هذه المعركة هي حملة القضاء عليهم». وعند سؤاله عن تقدّم «قسد»، قال الكولونيل شون ريان، المتحدث باسم «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة، إن «قسد تحرز تقدماً كبيراً، وتواصل تحرير المزيد من الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش، لكن القتال ما زال مستمراً». وأضاف ريان: «الانتصار الدائم لا يزال هو المهمة (المنشودة)، وهم ما زالوا يشكّلون تهديداً فعلياً للاستقرار في هذه المنطقة على المدى الطويل، ولذلك فإن الأمر لم ينته بعد».
مناورات ودوريات
وفي غضون ذلك، وصلت آليات عسكرية تركيّة متنوعة إلى خطوط التماس مع «قسد» في مدينة منبج، في ريف حلب الشمالي الشرقي. وقد أجرت قوات من الجيش التركي، ليلة أمس، مناورات وتدريبات عسكرية في قضاء «يايلاداغي» في ولاية هاتاي التركية، في الطرف المقابل لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع من طراز «بيرق»، حيث أجرت الطائرات مسحاً شاملاً للمنطقة الممتدة بين منطقتي أريحا وجسر الشغور في ريف إدلب.
في مقابل ذلك، استمرت الدوريات المشتركة بين القوات الكردية والقوات الأميركية عند أطراف مدينة منبج، إذ نشر «مجلس منبج العسكري ــ قسد» مقطع فيديو، قال إنه للدوريات المشتركة بين «المجلس» والقوات الأميركية على الخط الفاصل بين مناطق سيطرة فصائل «الجيش الحر» المدعومة تركياً ومناطق سيطرة «قسد»، على خط نهر الساجور شمال مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.