انتهت، اليوم، مهلة إخلاء الفصائل المسلحة، المصنّفة «إرهابية» وفق الاتفاق، للمنطقة المنزوعة السلاح في إدلب، من دون رصد أي انسحابات حتى الآن، علماً بأن «هيئة تحرير الشام» المعنية خصوصاً بالاتفاق الروسي ــ التركي، لم تحدّد موقفاً واضحاً من إخلاء المنطقة بعد. ويضع انقضاء المهلة الطرفين الضامنين للاتفاق، روسيا وتركيا، أمام اختبار مدى جديتهما في المضي بتنفيذ الاتفاق، رغم أن «المهل الزمنية»، لا تشكّل عائقاً أمام استكمال تنفيذ الاتفاق، الذي قد يخرج عن مواقيته المحددة، من دون أن يعني ذلك الفشل.وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن التأكد من تطبيق الاتفاق بشأن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها في شمال غرب سوريا، «يتطلب وقتاً». وقال، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في دمشق: «علينا الآن أن نعطي (الأمر) وقتاً. نترك لأصدقائنا الروس الحكم على ما إذا كان قد طًبِّق الاتفاق أو لا». وأضاف المعلم: «يجب أن ننتظر ردّ الفعل الروسي على ما يجري هناك، لأن روسيا تراقب وتتابع (..) نقول علينا أن ننتظر، وفي الوقت ذاته قواتنا المسلحة جاهزة في محيط إدلب». كذلك، أكد أنه «لا يُمكن أن نسكت عن الوضع الراهن إذا رفضت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) الانصياع للاتفاق».
وفي سياق متصل، أكّد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، أنه «لم يرصد أي انسحاب للمقاتلين الجهاديين من المنطقة المنزوعة السلاح»، التي تشمل جزءاً من أطراف محافظة إدلب ومناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي. ووفق وكالة «فرانس برس»، فقد تبلّغت الفصائل المسلحة في إدلب ومحيطها منتصف ليل الأحد ــ الاثنين، أن المهلة لتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق، وهي انسحاب الفصائل «الإرهابية»، كما ينص الاتفاق، قد انتهت. وكانت «هيئة تحرير الشام»، قد أكدت يوم أمس، أنها «لن تتخلى» عن سلاحها، و«لن تحيد عن خيار الجهاد والقتال سبيلاً لتحقيق أهداف ثورتنا»، من دون أن تأتي على ذكر المنطقة المنزوعة السلاح، والاتفاق الذي يُعمَل على تطبيقه، ما اعتبر تهرّباً من إبداء موقف واضح من الاتفاق المذكور. كذلك، أبدت «الهيئة» في بيانها تقديرها لمساعي تركيا من دون أن تسميها. وجاء في البيان: «نقدر جهود كل من يسعى في الداخل والخارج إلى حماية المنطقة المحررة ومنع اجتياحها وارتكاب المجازر فيها»، لكنها حذرت من «مراوغة المحتل الروسي، أو الثقة بنياته ومحاولاته الحثيثة لإضعاف الثورة».

«إدلب بخير»
من جهة أخرى، قال رئيس وفد «المعارضة السورية» إلى أستانا، أحمد طعمة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة إسطنبول: «نريد أن نطمئن إخوتنا المواطنين الأحباء في إدلب، إلى أنَّ أمور منطقة خفض التصعيد في إدلب بخير، وأنها في طريقها لتتحول إلى منطقة وقف إطلاق نار شامل عمّا قريب». وأضاف طعمة: «أصبحت إدلب منطقة آمنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بعد كل الدمار الذي حصل، وهذا إنجاز كبير ومهم ويسجل للأطراف التي ساهمت به»، في إشارة إلى اتفاق سوتشي المبرم بين تركيا وروسيا. وفي السياق ذاته، لفت طعمة إلى «السعي الحثيث لأن يمنح الاتفاق الهدوء والاستقرار، ووقف إطلاق النار الكامل، ما يؤدي إلى تفعيل الحل السياسي تحت قرارات الشرعية الدولية». ودعا رئيس وفد المعارضة الفصائل المسلحة في إدلب إلى «التجاوب الدائم مع الالتزامات التي مضى فيها الاتفاق التركي ــ الروسي». وختم مؤكداً أن «الاتفاق لم يتحدث عن مدّة زمنية، وهو ممتدّ، وسيستمر حتى التوصل إلى حل سياسي نهائي وناجز في سوريا، وهو حلّ يخضع لقرارات الأمم المتحدة».
الأسد يلتقي وزير الخارجية العراقي

استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، والوفد المرافق له. وجرى خلال اللقاء بحث آخر التطورات على الساحتين السورية والعراقية والأوضاع الإقليمية والدولية. وأكد الأسد أن «الانتصارات التي تحققت على الإرهاب في سوريا والعراق، هي انتصارات مشتركة لأن الساحة في البلدين واحدة امتزجت فيها دماء الأبطال الذين صنعوا هذه الانتصارات في كلا البلدين». وشدد الرئيس السوري على أهمية النهوض بالعلاقات التاريخية السورية ــ العراقية وتعزيزها، خصوصاً على المستوى الشعبي، معتبراً أنه «على الرغم من الظروف الأمنية التي شهدها البلدان ورغم كل المحاولات الخارجية لمنع تطوير العلاقات الثنائية، إلا أنه كان هناك دائماً تنسيق على مختلف المستويات وفهم مشترك إزاء ما يحصل في المنطقة والعالم». بدوره، أشار الجعفري إلى أن «الظروف الإقليمية والدولية تتغير إيجابياً تجاه ما يحصل في سوريا والعراق والسبب في ذلك هو مشروعية القضية التي يدافع عنها الشعبان الشقيقان ما يتطلب العمل من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات وتكريسها لنهوض البلدين والمنطقة عموماً». كذلك، رأى الجعفري أن سوريا التي «تمتلك إرثاً تاريخياً وحضارياً وبعد اقترابها من تحقيق النصر على الإرهاب، سيكون لها دور في المنطقة أكثر من أي مرحلة سابقة». واتُّفق خلال اللقاء على تكثيف العمل من أجل فتح المعابر الحدودية بين البلدين بما يساهم في توسيع آفاق التعاون بينهما.