يتابع الجيش السوري انتشاره في المنطقة الجنوبية، استكمالاً لتطبيق الاتفاق الذي أُبرم منذ أيام مع الفصائل الجنوبية والذي قضى بانتشار الجيش في المنطقة، وتسليم المسلحين أسلحتهم للدولة، مع إمكانية تسوية أوضاعهم أو الرحيل عن المنطقة، في الباصات الخضراء. اليوم، سيطر الجيش السوري على منطقة غرز جنوب شرق مدينة درعا، وعلى الجمرك القديم وكتيبة الهجانة جنوب غرب المدينة، في الجيب الذي لا يزال يسيطر عليه المسلّحون في الجزء الجنوبي لمدينة درعا. كما تعرّضت مجموعة من الجيش السوري لتفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف سرية عسكرية في قرية زينون القريبة من منطقة سيطرة «جيش خالد ابن الوليد» المبايع لـ«داعش» في حوض اليرموك غربي درعا. والتفجير الانتحاري هذا، هو الأول الذي يستهدف قوات الجيش السوري منذ بدء العملية العسكرية في درعا، ومن المرجّح أن يكون «جيش خالد» هو من يقف خلفه.
المرصد السوري المعارض قال إن الجيش السوري وسّع من نطاق سيطرته في محافظة درعا إلى 78% من مساحة المحافظة، فيما تقلّصت نسبة سيطرة الفصائل المسلحة إلى 15.4%، فيما تسيطر المجموعات المرتبطة بتنظيم «داعش» في حوض اليرموك على 6.6% من مساحة المحافظة. وبموازاة ذلك، بدأت العائلات المهجّرة بالعودة إلى منازلها في بلدة علما في ريف درعا الشمالي الشرقي، بعد انتهاء الجيش السوري من تطهيرها من مخلفات المجموعات المسلحة. وفي قرى ريفَي درعا الشمالي والغربي وبلداتهما، التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المسلّحة، شكّل الأهالي هناك وفداً للتفاوض مع الجانب الروسي، بشأن مستقبل مناطقهم الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، بحسب ما تناقلته تنسيقيات المسلّحين. كذلك، خرجت تظاهرة في مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي، تطالب بخروج «هيئة تحرير الشام» من المدينة، بحسب التنسيقيات أيضاً. بموازاة ذلك، أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إلى أنباء عن «اتفاق بين الدولة السورية والمجموعات الإرهابية في كل من سملين، كفر شمس، كفر ناسج، وعقربا في ريف درعا الشمالي الغربي ينص على تسليم المجموعات الإرهابية السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين في التسوية، بالإضافة إلى عودة مؤسسات الدولة إلى المناطق المذكورة والمساعدة على عودة من خرج منها»، وبحسب الوكالة، تشير المعلومات إلى أن الاتفاق يبدأ سريانه ظهر الغد.

في هذه الأثناء، واصلت المجموعات المسلّحة في مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي تسليم أسلحتها الثقيلة للجيش السوري، وذلك في سياق الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في المدينة. وذكر مراسل وكالة «سانا»، أنه «جرى اليوم تسلُّم دبّابتين من المسلّحين في بصرى الشام في سياق الاتفاق على أن تتواصل العملية حتى الانتهاء من تسليم السلاح الثقيل والمتوسط في جميع المدن والبلدات التي انضمت إلى الاتفاق». وأرسلت محافظة درعا قافلة مساعدات مؤلفة من 40 طناً من الطّحين وكميّات كبيرة من المحروقات إلى مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، وأرسلت المحافظة قافلتي مساعدات إلى الأهالي في بلدة داعل في ريف درعا الشمالي، وبلدة تلّ شهاب وقرية زيزون في ريف درعا الشمالي الغربي، في مؤشّر على عودة هذه القرى إلى سيطرة ومسؤولية الدولة عسكرياً وإدارياً.