شهد يوم أمس في البادية السورية، وتحديداً في ريف حمص الشرقي، اشتباكاً محدوداً بين ما يُعرف بـ«جيش مغاوير الثورة» المدعوم من التحالف الدولي والولايات المتحدة من جانب، والجيش السوري وقوى حليفة له تتمركز في المنطقة، من جانب آخر. وفي التفاصيل، أن قوة مشتركة من الجنود الأميركيين وعناصر جيش مغاوير الثورة، قد تعرّضت لنيران من الجيش السوري، بعدما اقتربت من موقع للجيش في منطقة الهلبة جنوب شرق مدينة تدمر. وبعدما تصدى عناصر الجيش السوري للآليات المعادية، قامت الطائرات الأميركية باستهداف النقطة العسكرية، ما أدى إلى استشهاد ضابط في القوات الحكومية وإصابة عسكري آخر بجروح طفيفة.وكالة «رويترز» نقلت عن قائد في التحالف الإقليمي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد، قوله إن «أحد أفراد الجيش السوري قتل في ضربة أميركية على موقع للجيش السوري قرب قاعدة أميركية تقع بالقرب من الحدود العراقية السورية».
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن «فصيلاً لمقاتلي المعارضة السورية تدعمه الولايات المتحدة، ويتمركز في قاعدة التنف، اشتبك مساء أمس الخميس مع قوة معادية غير محددة، خارج منطقة خفض الصراع، في محيط القاعدة وأجبرها على التراجع». وأضافت أنه «لا يوجد ضحايا من الجانبين». المرصد السوري لحقوق الإنسان، أشار إلى «انفجارات في جنوب شرق صحراء تدمر، على بعد 50 كلم من المدينة وغير بعيد من التنف حيث يقيم التحالف قاعدة عسكرية». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن «النقطة العسكرية التي تم استهدافها تبعد فقط 20 كلم عن منطقة التنف». وأضاف عبد الرحمن: «لا يزال عدد القتلى قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة».
وتأتي هذه الغارة بعد أربعة أيام من ضربة تم شنها مساء يوم الأحد الماضي، في بلدة الهري في محافظة دير الزور، والمحاذية للحدود العراقية، ما أدى الى استشهاد عدد كبير القوات الحليفة للجيش السوري والتي تتمركز هناك. وكانت دمشق حينها قد اتهمت «التحالف الدولي» باستهداف أحد مواقعها العسكرية في بلدة الهري، الأمر الذي نفاه كل من «التحالف الدولي» ووزارة الدفاع الأميركية في بيان. وقامت طائرات «التحالف»، بقيادة الولايات المتحدة، منذ أيام، بقصف بلدة الشعفة الواقعة إلى الشمال من مدينة البوكمال، وأسفرت الضربات عن استشهاد ثمانية على الأقل من المدنيين.
وتدلّ هذه التطورات في البادية السورية، بحسب ما يرى مراقبون، إلى أن الوضع هناك لن يبقى هادئاً لوقت طويل، إذ تؤكّد الدولة السورية سعيها إلى استعادة السيطرة على كامل المنطقة الحدودية، ومن ضمنها منطقة التنف التي يتمركز فيها الأميركيون، ولهذا فإن تصاعد التوتر هناك وازدياد فرص الاشتباك أمر متوقّع في المرحلة المقبلة.