عقد مجلس الأمن، اليوم الجمعة، جلسة طارئة بطلب من روسيا، لبحث «تهديد السلام الدولي»، الناجم عن التهديدات الأميركية بشنّ ضربة عسكرية على الدولة السورية. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حذّر من أن «التوتر المتصاعد بين القوى الكبرى (روسيا والغرب) قد يفضي إلى تصعيد عسكري شامل في سوريا»، وحثّ مجلس الأمن الدولي على «التحرك بمسؤولية في هذه الظروف الخطيرة»، قائلاً إن «الفريق الأول من محققي الأسلحة الكيماوية الدوليين وصل إلى سوريا، والثاني يصل الجمعة أو السبت».
المندوب الروسي: تريدون إسقاط الحكومة
أعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، أن «كل ما يهمّ الغرب هو إسقاط الحكومة السورية وتحجيم روسيا»، وسأل عن المشروعية الدولية لشنّ ضربات عسكرية محتملة على سوريا. «لماذا تزرعون الفوضى في الشرق الأوسط؟ وحده مجلس الأمن يملك سلطة اتخاذ إجراءات ضد سوريا إذا تأكد استخدام السلاح الكيميائي» سأل نيبنزيا. وقال: «نلاحظ مواصلة استعدادات عسكرية خطيرة لعمل عسكري غير مشروع ضد دولة ذات سيادة فيما سيمثل انتهاكاً للقانون الدولي».

لافروف: لن تعثروا على أدلة لاستخدام الكيماوي

في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الهولندي ستيف بلوك في موسكو: «أعتقد أن فريق التحقيق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في دوما السورية لن يعثر على أدلة على استخدام السلاح الكيماوي»، وأضاف أن «موسكو تمتلك أدلة دامغة على أن الهجوم الكيماوي المزعوم في دوما، كان مجرد مسرحية، تقف وراءها مخابرات إحدى الدول التي تخوض حملة ضد روسيا» وأكد أن «بلاده تتواصل دائماً مع واشنطن بشأن سوريا، والضربة الأميركية قد تفضي إلى مزيد من موجات اللجوء إلى أوروبا».



هايلي: الأسد استخدم الكيميائي ٥٠ مرة
أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، في حديثها مع الصحفيين قبل الجلسة على «ضرورة عدم التسرع في التحرك عسكرياً في سوريا، لأن التسرع يؤدي إلى ارتكاب أخطاء»، مشيرة إلى أنه «في وقت ما يجب القيام بشيء ما حيال هذا الملف»، وقالت إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن «(الرئيس السوري بشار) الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية في الحرب لـ٥٠ مرة على الأقل». وهاجمت هايلي روسيا، مشيرة إلى أنها تساهم في حماية الرئيس السوري، وأن تسليم موسكو ملفّ نزع السلاح الكيماوي السوري في عام ٢٠١٣ كان خطأً.

دولاتر: على العالم أن يقدم ردّاً قوياً وموحَّداً وحازماً
طالب السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر، في كلمته بـ«وقف التصعيد الكيميائي السوري»، مؤكداً أن الأمم المتحدة لا يمكنها «أن تدع بلداً يتحدى مجلس الأمن والقانون الدولي في الوقت نفسه».
وقال الدبلوماسي إن «ترك دمشق تملك هذه القدرة لتجاوز كل معاييرنا هو ما يشكل تهديداً للأمن الدولي، فلنضع حدّاً لذلك»، مؤكداً أن فرنسا «ستتحمل مسؤولياتها بعدما بلغ النظام السوري نقطة اللاعودة، وعلى العالم أن يقدم رداً قوياً وموحداً وحازماً»، مهدداً بأن «فرنسا ستتحمل مسؤوليتها لإنهاء هذا التهديد غير المقبول لأمننا الجماعي».