«فك الارتباط»: أمام سِر... وقوف قِف!

  • 0
  • ض
  • ض

استمرّ التضارب سيّداً للموقف في شأن قضيّة فك ارتباط «جبهة النصرة» بالتنظيم الأم «القاعدة». وواصلت بعض المصادر «الجهاديّة» التأكيد على أنّ «الأمر حُسم، والبيان المصوّر الذي سيُعلن فك الارتباط سيخرج إلى النور في اللحظة المناسبة». وذهب أصحاب هذا الكلام إلى حد تداول الاسم البديل الذي قيل إن «النصرة» اعتمدته وهو «جبهة فتح الشام»، كما تداولت صفحاتهم صورةً لما قيل إنّها «الراية الجديدة». الراية المتداولة بيضاء اللون، كُتبت عليها عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وتحتها كُتب الاسم الجديد. وتزامن ذلك مع تداول صورة روّجت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أنّها لزعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني، قبل أن تؤكّد مصادر أخرى أن صاحب الصورة هو أحد قادة «الشرقيّة» ويشتهر باسم أبو المقتحم الديري، وتذهب مصادر ثالثة إلى أنّها صورة لمقاتل معروف باسم أبو محمد الشوكاني. ويعكس هذا اللغط حقيقة انعدام الموثوقيّة التي وصلتها معظم الأخبار المستقاة من مواقع التواصل الاجتماعي في ما يتعلّق بـ«الجهاديين». مصدر قريب من أحد القادة «الشرعيّين» في «النصرة» أكّد لـ«الأخبار» أنّ «الجبهة دأبت على إعلان أخبارها عبر بيانات واضحة لا لبسَ فيها. وكلّ ما لم يُعلن عنه رسميّاً فلا تعويل عليه». المصدر لم ينف وجود مداولات مستمرّة في القضيّة، موضحاً أنّ «موضوعاً مثل هذا لا يمكن أن يُحسم ببساطة». وتحفّظ في الوقت نفسه عن تقديم أي إيضاحات حول آخر تطورات الملف، وقال «ليس الأمر أنّنا نعلم أو لا نعلم، بل إنّ الأمور بمواقيتها والكلام في هذا الشأن ليس من صلاحيات أحد من دون تفويض». إلى ذلك أكّد مصدر «جهادي» مرتبط بمجموعة أخرى أنّ «الإقدام على خطوة بهذا الحجم يتطلّب ترتيبات كثيرة ومعقّدة». المصدر قال لـ«الأخبار» إنّ «المخاوف كبيرة لدى الإخوة في النصرة من انعكاسات الإعلان قبل حصول توافق تام، لا على مستوى قادة وأمراء الصف الأول فحسب بل وحتى على مستوى أصغر الكتائب على الأرض ايضاً». وتتجاوز الأسئلة المطروحة حول تبعات الخطوة (في حال الإقدام عليها) دائرة «النصرة» لتصل إلى التنظيم الأم «القاعدة»، الذي يعتمد الأولى «فرعاً رسميّاً في بلاد الشام». ورغم وجود مجموعات أخرى مرتبطة بالتنظيم في الميدان السوري، غير أنّ معظم تلك المجموعات كانت قد انضوت تحت راية «النصرة» في الربع الأخير من العام الماضي. ما يعني أنّ «القاعدة» ستغدو (نظريّاً) من دون تمثيل حقيقي في سوريا حال الإقدام على «الفك»، وهو أمرٌ من شأنه أن ينعكس سلباً على صورة التنظيم في خارطة «الجهاد» العالمي، وخاصة في ظل التسابق المستمر بينه وبين تنظيم «داعش» (الذي تميل الكفّة لمصلحته).

0 تعليق

التعليقات