في انتظار اللقاء المرتقب اليوم في جنيف، والذي سيجمع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى كل من المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني، ونائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، لا تعكس الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وموسكو خلال جلسة مجلس الأمن أمس جواً من «التفاهم المشترك» بين البلدين على خطوات فعلية تحرّك العملية السياسية. فبعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى موسكو، والتي كان عنوانها بحث «عمليات مشتركة» ضد الإرهاب، وما تلاها من تأكيدات أن اجتماع جنيف سيبحث تنفيذ الاتفاقات التي أفضت إليها الزيارة، تبادل المندوبان الأميركي والروسي لدى الأمم المتحدة الاتهامات حول العمليات الجوية التي تنفذها قوات البلدين على الأراضي السورية. المندوب الروسي، فيتالي تشوركين، اتهم واشنطن وحلفاءها بـ«قتل وإصابة العديد من المدنيين»، مشيراً إلى أن هناك «تعتيماً على حقيقة ما يجري في سوريا».
طالب المندوب البريطاني بفكّ الحصار عن طريق الكاستيلو
من جهتها، رفضت المندوبة الأميركية، سامانتا باور، اتهامات نظيرها الروسي، مطالبة بلاده بوقف «اعتداءاتها» في سوريا. وقالت في إفادتها إن «واشنطن تبذل قصارى جهودها لتقليص أعداد الضحايا من المدنيين الذين قد يسقطون في الغارات الجوية... وإذا ما تبين لنا أن هناك ضحايا من المدنيين نتيجة تلك الغارات، فنحن نقوم باتخاذ إجراءات حازمة». وفي سياق متصل، انتقد تشوركين قيام الأمم المتحدة «بالتشديد فقط على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لحصار قوات النظام السوري، التي تقوم بمكافحة الإرهاب»، مضيفاً أن «المدن المحاصرة من قبل المجموعات الإرهابية لا نسمع عنها». وفي هذا الصدد، اقترح «إسقاط المساعدات الإنسانية في المدن المحاصرة عبر المروحيات، وقد قامت من قبل طائرات روسية بهذه المهمة». ويأتي كلام المندوب الروسي رداً على دعوات الأمم المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى فرض هدنة فورية في مدينة حلب لإيصال المساعدات إلى الأحياء الشرقية المحاصرة. وذهب المندوب البريطاني ماثيو رايكروفت أبعد من تأييد الهدنة المقترحة، مطالباً القوات السورية بـ«فك الحصار عن طريق الكاستيلو». وأضاف أن «أكثر من 300 ألف مدني محاصرين في حلب، ونحن نعرف ما سيحدث لهم بعد ذلك. إن مجلس الأمن لا يمكن أن يبقى صامتاً إزاء تلك البربرية». من جهته، أعلن مندوب فرنسا، فرانسوا ديلاتر، مساندة بلاده للدعوة الأممية ودخول المساعدات الإنسانية.
ويتزامن اجتماع جنيف مع لقاء مقرر بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري، والروسي سيرغي لافروف، على هامش لقاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). وكان لافروف قد وصف أمس الدعوات إلى تغيير النظام في سوريا بأنها «منافقة». وقال في مقابلة مع البوابة الإلكترونية لـ«الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية»، إن «استمرار الدعوات المنافقة إلى تغيير النظام، على الرغم مما حصل في العراق وفي ليبيا، يظهر أن من يتمسكون بهذه المواقف ليسوا إلا أوغاداً، أو ربما أنذالاً يتمتعون بذلك، أو ربما يضعون نصب أعينهم تدمير الدول والمناطق لتحقيق أهداف نفعية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، تاس)