تحمل طرابلس لقبين متناقضين: العاصمة الثانية، وأمّ الفقير. لم يقدّم لها اللقب الأول شيئاً، بل ربما تسبّب لها موقعها بالمشاكل. في حين انحاز أهلها إلى اللقب الثاني في علاقاتهم وتعاملهم فيما بينهم، ومع الآخرين. المدينة المتحف، المميزة بتنظيمها المدني وعمارتها، عاشت أياماً عصيبة هذا الأسبوع. لكنّ الخطر الذي يهدّدها لم يقتصر على الأحداث الأمنية التي تعيشها منذ أكثر من ثلاث سنوات. السوق القديمة في المدينة، التي تكرّر اسمها قبل أيام، مهدّدة منذ عقود. آثارها مهملة أو منسية وتراثها آيل إلى الزوال.
والسبب، هو إهمال الدولة لها واستغلال السياسيين لفقر أبنائها، وإلا كيف تبقى على هذه الحال على الرغم من وجود أبنائها في موقع القرار الحكومي والتشريعي منذ سنوات؟ «بلدي»، الذي يصدر اليوم بالتزامن مع مواسم الزيتون والبلح، وعلى وقع الاحتفالات بعاشوراء والهالوين، يخصّ طرابلس بتحية من خلال صورة غلافة التي التقطتها عدسة الزميل مروان طحطح في أيار/ مايو الماضي.