دورتموند لم يعتمد اصلاً على نتائجه في المواسم القريبة الماضية لتحقيق الارباح المالية، بل على عاملين اساسيين، أوّلهما جمهوره المحتشد في مدرجات «سغنال إيدونا بارك»، والذي حُرم منه منذ تفشي «كورونا» في المانيا، ما جعله يخسر الكثير من المردود المالي. اما ثانيهما فهو بيع نجومه للاندية الاوروبية الكبرى.
والخطة الثانية هي التي سيُجبر على اعتمادها في الاشهر المقبلة، وهو الذي يملك كنزاً اسمه النروجي إيرلينغ هالاند، ولاعب صاحب قيمة مالية مرتفعة هو الانكليزي جايدون سانشو.
الاثنان سيكونان في صلب عملية التمويل لتفادي الانهيار الذي كان قريباً من بطل اوروبا السابق قبل سنوات، إلى درجةٍ شارك غريمه بايرن ميونيخ في عملية إنقاذه من الافلاس. وخطة بيع هالاند وبدرجةٍ اقل سانشو، ستحصل لا محالة، رغم تأكيدات المدير الرياضي ميكايل تسورك أن النادي سيسعى الى ابقائهما في الصيف المقبل.
لكن الاكيد ان قراراً غبياً سيكون عدم قبول اي عرضٍ لهالاند مثلاً في ظل تنافس اكبر اندية القارة للحصول على خدماته، وذلك حتى لا تتكرر تجربة سانشو التي يندم عليها دورتموند اليوم بكل تأكيد. النادي الالماني كان قد رفض عرضاً من مانشستر يونايتد الانكليزي بقيمة 102 مليون يورو في الصيف الماضي، لكنه سيكون محظوظاً اليوم في حال باعه بنصف هذا المبلغ، أوّلاً بسبب تراجع مستوى اللاعب وتعرّضه للاصابات هذا الموسم، وثانياً بسبب انخفاض الاسعار في سوق الانتقالات من جراء الجائحة التي تركت اثرها السلبي على الوضع المالي العام لكل الاندية.
هالاند وسانشو سيكونان في صلب عملية التمويل لتفادي انهيار دورتموند
لذا لا يفترض ان ينتظر دورتموند اكثر لبيع هالاند الذي اتخذ والده ومدير اعماله مينو رايولا اصلاً قرارهما بنقله الى نادٍ خارج المانيا، فكانت جولتهما الاخيرة في اسبانيا لوضع شروطهما على برشلونة وريال مدريد الراغبين بالتعاقد معه. وهالاند هذا، وإن كان يمتاز بالقوة البدنية والقدرة الهائلة على التكيّف مع صعوبة المباريات وخشونتها، كأي لاعب آخر معرّض للاصابة، وهو ما قد يقلّص من قيمته المالية. لذا فإن دورتموند لن يكرر خطأه الماضي، وسيبيع نجمه وهو في قمّة مستواه لتفادي المزيد من الخسائر لاحقاً.
خسارة هالاند طبعاً ستكون ضربةً كبيرة للفريق الاصفر والاسود، لكن عليه ان يقتنع منذ الآن بأن الموسم المقبل قد يكون أصعب مالياً وفنياً، إذ إن مدرباً جديداً هو ماركو روزه سيتولى الاشراف عليه، ما يعني انه سيلجأ الى اعادة بناء الفريق، مدركاً سلفاً أنه بدلاً من تعزيز تشكيلته سيخسر ابرز عناصرها، ولن يمكنه تعويض هالاند او سانشو بلاعبين من المستوى نفسه، في ظل شحّ المال في خزينة ناديه، وايضاً عدم وجود مروحة خيارات واسعة في السوق لعناصر مصنّفين من المستوى الاول في دائرة النجومية.
لكن يفترض عدم القلق كثيراً من الناحية الفنية، إذ إن دورتموند اشتهر بايجاده المواهب الشابة القادرة على التعويض، وتجربة الانكليزي جود بيلينغهام خير دليل، فهذا الشاب البالغ من العمر 17 عاماً أثبت انه بمستوى لاعبي الوسط العالميين، فبهر مدرب السيتي الاسباني جوسيب غوارديولا الذي قال انه لا يصدّق ان لاعباً بهذه السن يمكنه التأدية بهذا الشكل.
الأكيد ان دورتموند لن يكون على ما هو عليه حالياً بعد نهاية الموسم الحالي، وامتداداً الى الموسم المقبل، لكن خطة انقاذية باتت مطلوبة بسرعة قبل ان تتعقد الامور اكثر داخل الملعب وخارجه.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا