خرج نادي إنتر ميلانو من دوري أبطال أوروبا بعدما خسر على أرضه أمام «رديف» برشلونة بثنائية لهدف. خروج مبكر فتح النيران على مدرب الـ«نيراتزوري» أنطونيو كونتي، الذي أثبت مجدداً أن نجاحه يقتصر على البطولات المحلية مع مختلف الأندية التي أشرف عليها. ورغم الخيبة في ميلانو، إلا أن موسم إنتر لم ينته بعد، حيث سيزداد الآن التركيز على الدوري في ظل سعي الإدارة لإعادة اللقب إلى خزائنها.كان الهدف الأساسي من تعيين أنطونيو كونتي مدرباً لإنتر ميلانو هو منافسة يوفنتوس على الزعامة المحلية. فور إشرافه على العارضة الفنية للفريق، تحسنت المنظومة وظهر الاستقرار بين الخطوط. فباستثناء الخسارة على أرضه أمام يوفنتوس نفسه، قدم كونتي نتائج مميّزة وانتصارات متتالية مكنته من اعتلاء صدارة الدوري عند الجولة 15 بفارق نقطتين عن الوصيف يوفنتوس. نجحت الإدارة في رهانها المحلي على كونتي، ولكن ماذا عن تحدي كونتي لنفسه على الصعيد الأوروبي؟
عُرف كونتي بجنونه حيال كل ما يتعلق بكرة القدم. العصبيّة الزائدة وتوجيه الفريق 90 دقيقة عبر الصراخ من على خط التماس، ميّزت لاعب يوفنتوس السابق في الأوساط الكروية، وقد ساهمت الألقاب التي حققها كمدرب برفقة اليوفي وتشيلسي تباعاً في فرض اسمه بين كبار المدربين حول العالم. تبقى المعضلة الأساسية التي تواجه كونتي هي التألق الأوروبي، حيث تكرر مسلسل السقوط في المراحل الأولى من دوري الأبطال مع ثالث نادٍ يدربه على التوالي.
يصل معدل نقاط كونتي في دوري الأبطال إلى 1.46 من كل مباراة


في افتتاح مبارياته الأوروبية مع إنتر، تعادل كونتي على أرضه أمام نادي سلافيا براغ المتأهل لأول مرّة في تاريخه إلى دوري الأبطال، بعدما كان متأخراً في النتيجة حتى الدقائق الأخيرة. خسر بعدها أمام برشلونة في الكامب نو، في مباراة أظهرت محدودية المدرب الإيطالي نتيجة التفوق الواضح لرجال إرنستو فالفيردي. بعدها، جاء الموعد الأول للنقاط الثلاث، عندما فاز إنتر على أرضه أمام بروسيا دورتموند الألماني بثنائية نظيفة، في أفضل مباراة أوروبية قدمها الفريق هذا الموسم. ما حققه الـ«نيراتزوري» في مباراة الذهاب، عجز عن تكراره في لقاء العودة، حيث خسر رجال كونتي (3-2) رغم تقدمهم حتى الدقيقة 51 بثنائية نظيفة. تمكن بعدها إنتر ميلانو من الثأر لمباراته الافتتاحية، فحقق فوزاً ثميناً في أرض سلافيا براغ بثلاثية لهدف، ليعلّق أماله في التأهل إلى دور الـ 16 حتى الجولة السادسة. رغم مواجهة برشلونة دون مشاركة ليونيل ميسي، خسر إنتر ميلانو اللقاء بهدفين لهدف، ليخرج من دوري الأبطال ويتحوّل إلى الدوري الأوروبي. تقدّم الشاب كارليس بيريز لمصلحة برشلونة في الدقيقة 23، قبل أن يعدّل روميلو لوكاكو النتيجة في أواخر الشوط الأول، ما أبقى آمال الفريق في التأهل قائمة. في الوقت نفسه، تمكن سلافيا براغ من تعديل النتيجة مع بوروسيا دورتموند (المنافسة على المقعد الثاني كانت قائمة بين إنتر ميلانو وبوروسيا دورتموند)، ما كان سيساهم في تأهل إنتر برفقة برشلونة إذا بقيت الأوضاع على حالها. في الشوط الثاني، تقدم دورتموند من جديد، ما حتّم فوز إنتر لنيل بطاقة العبور. زاد الـ«نيراتزوري» حينها من كثافة الهجوم على برشلونة، وتمكن من تسجيل هدفين ألغيا بداعي التسلل، تبعهما العديد من الفرص المهدرة وخاصة عن طريق مهاجمي الفريق، لينتهي الحلم الإيطالي في الدقيقة 87 بعدما سجل الشاب إنسو فاتي هدف الفوز لمصلحة برشلونة. هدفٌ جعل فاتي أصغر لاعب يسجل في تاريخ المسابقة، وفتح على الجانب الآخر دفاتر كونتي المخيبة.
في مسيرته التدريبية، قاد كونتي أندية يوفنتوس، تشيلسي وإنتر ميلانو في 28 مباراة من دوري الأبطال، فاز خلالها بـ 11، وتعادل بـ 8، في حين خسر 9 مرات، محققاً معدل 1.46 نقطة من كل مباراة.
في إيطاليا، تصعب هزيمة كونتي نظراً إلى إتقانه أسلوب اللعب هناك. يختلف الأمر في دوري الأبطال، حيث تغلب السرعة في الأداء واعتماد «الفرق الصغيرة» على الدفاع المكثّف والهجمات المرتدة. بطولة دوري الأبطال مختلفة عن أي بطولة أخرى، إذ يقف بُعد المسافة بين البلاد واختلاف أساليب اللعب عائقاً أمام حسم المعايير التي تضمن التتويج بكأس «ذات الأذنين». ورغم كل ذلك، يبقى من غير المبرر للمدرب الإيطالي كونتي أن يكون أداؤه الأوروبي بهذا الشكل، وخاصة أنه فشل في بلوغ الأدوار المتقدمة من البطولة.