خلال منتصف الأسبوع، تعرّض نادي فولفسبورغ لخسارة قاسية عندما استضاف نادي لايبزغ في معقله «فولزفاغن آرينا» ضمن بطولة كأس ألمانيا. نتيجة، وصلت لستة أهداف مقابل هدف وحيد سجّل في الدقيقة ما قبل الأخيرة من عمر اللقاء. والمفارقة أن فولفسبورغ لم يتعرّض لأيّ هزيمة حتى الآن في الدوري الألماني، وذلك بعد تسع جولاتفي آخر خمس مباريات لفولفسبورغ في الدوري، حقق الفوز في مباراتين، وتعادل في المباريات الثلاث الأخرى. تماماً كما هي حال منافسه في الجولة العاشرة، «المارد الأصفر» بروسيا دورتموند (حقق دورتموند فوزاً وحيداً في آخر خمس جولات مقابل 4 تعادلات). من المتوقّع أن يكون هناك ردة فعل قوية بالنسبة إلى أبناء المدرب لوسيان فافر، نظراً إلى صعوبة المنافس، ولخيبات الأمل المتكررة خلال المباريات الأربع التي انتهت بنتيجة التعادل. إضافة إلى ذلك، بدأت الصحف الألمانية في تكرار الحديث عن أن موقع المدرب السويسري لوسيان فافر بات مهدّداً في دورتموند، نظراً إلى التعثرات المتكررة رغم توافر الأسماء المميزة ومفاتيح اللعب في تشكيلته. لا شك أن نجم الفريق الشاب جايدن سانشو سيحمل المسؤولية الأكبر، وذلك بسبب ما يقدّمه الموهوب الإنكليزي مع دورتموند خلال الموسمين الماضي والحالي. وفي الوقت عينه، على المدرب فافر أن يُشرك اللاعب الألماني جوليان براندت لدقائق أكثر من التي منحه إياها حتى الجولة التاسعة من «البوندسليغا». لا شك في أن المشكلة ليست فنية في قلعة «سيغنال إيدونا بارك»، فالأسماء موجودة، واللاعبون المهاريون وأصحاب الخبرة أيضاً موجودون، ماذا ينقص دورتموند ليتربّع على عرش الدوري الألماني؟
لم يستقبل فولفسبورغ سوى 5 أهداف في تسع مباريات


لا شك في أن للمدرب لوسيان فافر دوراً كبيراً في تراجع أداء الفريق، تماماً كما كان له دور إيجابي في عودة دورتموند من جديد للمنافسة في بداية الموسم الماضي. ليس مفاجئاً أن تتغيّر أفكار المدرب بين موسم وآخر، أو ربما علاقة اللاعبين بالمدرب من الممكن أن تكون قد اختلفت عن السنة التي مضت. فخيبة الأمل التي تعرّض لها النادي الأصفر في الموسم الماضي، بعد أن تصدّر ترتيب الدوري في كثير من الجولات، ومن ثم بدأ بالتراجع وخسارة النقاط الواحدة تلو الأخرى وفي مباريات يمكن وصفها بالسهلة، أثّرت كثيراً في نفسية اللاعبين وفي أدائهم الذهني قبل الفني. مع بداية الموسم الحالي، حقق دورتموند لقب كأس السوبر الألماني، الأمر الذي زاد من ثقة اللاعبين، ولكن الأداء عاد للتراجع خاصة في الدوري.
بالنسبة إلى فولفسبورغ، فالأمور أيضاً غير مستقرّة، رغم عدم تعرّض هذا النادي لأيّ خسارة في 9 مباريات خاضها في الدوري هذا الموسم. 5 تعادلات مقابل 3 انتصارات، حققها رجال المدرب أوليفر غلاسنر، الذي يقوم بعمل جيد حتى الآن مع فريقه في الموسم الحالي. من بين الإيجابيات عند فولفسبورغ هذه السنة في «البوندسليغا»، هي الصلابة الدفاعية، إذ لم يستقبل النادي سوى 5 أهداف في تسع مباريات، وهذه الأرقام صُنعت بفضل ثنائي قلب الدفاع الذي يتمثّل بالأميركي أنتوني بروكس والهولندي جيفري بروما، إضافة إلى الدور الكبير الذي يقوم به كلّ من الظهيرين الأيمن والأيسر وهما الفرنسي جيروم روسييون والسويسري المنتدب خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية من نادي يونغ بويز كيفين مبابو. أمّا هجومياً، فلا يمكن غضّ النظر عن المهاجم المميز ووت ويغورست، الهولندي الذي سجّل 5 أهداف حتى الآن إضافة إلى تمريرتين حاسمتين خلال 9 مباريات في الدوري. المباراة التي سيحتضنها ملعب «سيغنال إيدونا بارك» ستكون حاسمة بالنسبة إلى الطرفين، وستحدد مصير المدرب فافر بالنسبة إلى دورتموند، واختبار الانطلاقة المميزة لفولفسبورغ أمام منافس جدّي على أرضه وبين جماهيره.