ينحدر كين من أبوين من ساحل العاج. بسبب بعض المشاكل العائلية، تركت أمه البلاد في أفريقيا، واتجهت نحو إيطاليا. هناك ولد كين اللاعب، وولدت موهبته معه، ليبدأ مسيرة احترافية، تميّزت في التطوّر شيئاً فشيئاً، حتى وصلت لما هو عليه الآن، ولا يزال الطريق في بدايته أيضاً. في المباراة الأخيرة لفريق يوفنتوس في الدوري، سجّل كين هدف فريقه الوحيد، في المباراة التي خسرها «البيانكونيري» أمام سبال، والتي أجّلت بذلك موعد احتفال فريق «السيدة العجوز» باللقب الثامن توالياً (كان التعادل كافياً لحسم اللقب). بهدفه الأخير، يكون كين قد كسر رقم مواطنه والنجم السابق لإنتر ميلانو ماريو بالوتيلي في 2009، الذي كان يتمثّل بأنه أصغر لاعب في تاريخ الدوري الإيطالي سجّل في أربع مباريات متتالية في الدوري. أرقام مميّزة يقدمها كين، والتي من بينها أيضاً، أنه أصبح اللاعب الأول في تاريخ الدوريات الخمس الكبرى، الذي ولد في القرن الحادي والعشرين، واستطاع تسجيل هدف في الدوري. كل هذه الأرقام، تعني أمراً واحداً فقط، أن هناك نجماً صغيراً قادم وبقوّة، ليضع بصمته في تاريخ يوفنتوس وتاريخ إيطاليا ككل. الجدير بالذكر أيضاً، أن عقد الشاب الإيطالي ينتهي مع نهاية هذا الموسم، وبالتالي، يجب على إدارة اليوفي، في حال قررت التمسّك به (وهو ما يمكن أن يكون متوقعاً)، تجديد عقده، ووضع شروط جزائية عالية القيمة، لكي لا تحدث أي خلافات مع فرق أخرى، تريد التعاقد مع هذه الموهبة الفذّة، على غرار باريس سان جيرمان الفرنسي.
من الطبيعي أن يكون كين لاعباً احتياطياً في الفترة الحالية، فهناك لاعبون أصحاب قيمة أعلى وأكثر نضوجاً، يجلسون على مقاعد البدلاء، الحديث هنا عن باولو ديبالا النجم الأرجنتيني. ما ساعد كين على البروز بهذه الصورة مؤخراً، هو الإصابة التي تعرّض لها رونالدو، ما دفع بالمدرب أليغري لإشراكه أساسياً في غالبية المباريات التي غاب عنها «الدون» رونالدو. لكن، يجب التعامل مع كين، بطريقة مثلى، فبين يدي أليغري اليوم، موهبة مميزة، فرضت نفسها بنفسها، ولا يجب قتلها، كما حدث مع غيرها من المواهب في عالم كرة القدم، بسبب عناد مدرب وبسبب قراراته الشخصية الغير منطقية، الحديث هنا عن كل من كواريزما البرتغالي، بن عرفة الفرنسي، وغيرهما الكثير.
اليونايتد في مهمّة صعبة
بعد ما قدّمه نادي مانشستر يونايتد في مباراة الإياب أمام باريس سان جيرمان في الدور السابق، لا يمكن توقّع ما قد يحدث في معقل النادي الكاتالوني «كامب نو» اليوم (22:00 بتوقيت بيروت). تصريح المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، يؤكّد أن الفريق من لاعبين ومدرب، يعلمون أن برشلونة ليس بباريس، وأن العودة ستتطلّب جهداً مضاعفاً عن الذي قدّموه في «حديقة الأمراء». ما قاله لوكاكو صحيح فعلاً، فالشخصية تلعب دوراً كبيراً في تحقيق النتائج الإيجابية، وهذا ما افتقده النادي الباريسي. ما يزيد من حظوظ قائد برشلونة ليونيل ميسي ورفاقه في التأهّل إلى نصف النهائي، هو فترة الراحة التي منحها المدرب إرنستو فالفيردي للاعبيه في المباراة الأخيرة في الدوري الإسباني أمام هويسكا. لم يشارك أي لاعب أساسي في التشكيلة، سوى حارس المرمى الألماني مارك أندريه تير شيتيغن، وذلك بسبب انعدام المنافسة مع أتلتيكو مدريد الذي يبتعد عن برشلونة بفارق تسع نقاط قبل نهاية الدوري بست جولات فقط. أسماء لم يشاهدها جمهور «البلاوغرانا» هذا الموسم في الدوري، أسماء كموسى واغي السينيغالي، ريكوي بويغ النجم الصغير الصاعد من مدرسة «لا ماسيا»، وغيرهما الكثير. في حين، أن اليونايتد، وبحكم المنافسة المشتعلة على المركزين الثالث والرابع المؤهلين لبطولة دوري الأبطال، لا يمكن أن يستهين المدرب النرويجي أولي سولشاير بأي مباراة من المباريات المتبقية في الدوري الإنكليزي الممتاز. تمكّن بول بوغبا، ومن خلال ركلتي جزاء، من حسم المباراة الأخيرة في الدوري لصالح فريقه، ليصبح موسم بوغبا الحالي مع اليونايتد، هو الأفضل له على مستوى الأرقام الفردية. بذل اليونايتد مجهوداً لا بأس به في مباراته أمام ويست هام، ممّا يعني أن اللاعبين يحتاجون للرّاحة، قبل المواجهة المرتقبة أمام برشلونة. على الورق، يبدو أن الكفّة ستميل لأصحاب الأرض، الذين سيكونون ربما، أكثر جاهزية من اليونايتد. هناك عدة أسباب تشير إلى أن برشلونة هو من سينتقل إلى المربع الذهبي، من بينها سجله «الذهبي» على ملعبه الـ«كامب نو» في دوري الأبطال. ففي آخر 30 مباراة لبرشلونة بين جماهيره، حقق الفوز في 27 مباراة، وتعادل في ثلاث مباريات، وسجل 93 هدفاً، أي بمعدل 3.1 هدف في كل «ليلة أبطال». وفاز برشلونة بفارق هدفين أو أكثر في 22 مناسبة. وكان الفوز على سيلتك 7-1 في 13 أيلول/سبتمبر 2016 النتيجة الأكبر.