انطلق الدوري الألماني، مؤشّرات كثيرة تظهر لنا أنّه من الصّعب على أي فريق حسم الدّوري بشكل مبكر، وأنّ الأندية ستتنافس في ما بينها حتّى الرّمق الأخير. استهلّ بروسيا دورتموند مشواره في الدّوري الألماني بفوزٍ عريض على نظيره لايبزيغ، فوز يبدو سهلاً للوهلة الأولى لكنّه لم يكن كذلك أبداً، فقد بدأ لايبزيغ اللّقاء بقوّة حيث استطاع الفرنسي جان كيفن اوغستن من فتح باب التّسجيل بالثّانية الواحدة والثّلاثين، بعد كرة غيّرت اتّجاهها من الدّفاع، محرزاً بذلك الهدف الأوّل في المباراة والّذي يعدّ أسرع هدف في تاريخ لايبزيغ في الدّوري الألماني.تمكّن لايبزيغ بعدها من السّيطرة على مجريات اللّعب في الرّبع ساعة الأولى من المباراة، وكان له الكثير من المحاولات الّتي لم تعرف طريقها للمرمى. استفاق دورتموند في الدّقيقة الخامسة عشرة، حد من خطورة لايبزيغ، واستطاع تشكيل بعض الخطورة على مرمى الخصم، إلى أن تمكّن من التّسجيل في الدّقيقة الواحدة والعشرين برأسيّة جميلة من اللّاعب محمود داوود. وجاء الهدف الثّاني لدورتموند من كرة ثابتة أُسكنت الشّباك عن طريق النّيران الصّديقة، وذلك بعد أن أحرز النّمساوي مارسيل سابيتسر لاعب لايبزيغ هدفاً بالخطأ في مرماه في الدّقيقة 40، فيما تكفّل البلجيكي أكسيل فيتسيل بتسجيل الهدف الثّالث في الدّقيقة 43 بطريقة أكروباتيّة جميلة، ليفتتح سجلّه التّهديفي برفقة المارد الأصفر بأفضل طريقة منهياً الشّوط الأوّل بتقدّم فريقه بنتيجة 3-1.
حاول لايبزيغ العودة بالمباراة في الشّوط الثّاني إلّا أنّ دورتموند ظلّ مسيطراً على مفاتيح المباراة حتّى الرّمق الأخير، حيث اختتم ماركو رويس مهرجان الأهداف بتسجيله الهدف الرّابع في الدّقيقة الثّانية من الوقت المحتسب بدلاً من ضائع، ليضع فريقه بمقدّمة الجدول وبفارق الأهداف عن منافسه الأوّل على اللّقب بايرن ميونيخ.
فوزٌ على الورق يعطي انطباعاً جيّداً عن مسار الفريق في الموسم الجديد، لكن طموحات النّادي باستعادة اللّقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2012 قد لا تتحقّق هذا العام، في ظلّ عدم وجود رأس حربة هدّاف، حيث عانى الفريق من ترجمة الفرص أهدافاً، وجاء الحلّ بالاعتماد على الرّكلات الثّابتة. ولا يعدّ لايبزيغ اختباراً حقيقياً للفريق الأصفر إذ إنّه ظهر جليّاً على الفريق افتقاد خطّ وسطه للّاعب نابي كيتا المنتقل إلى ليفربول الإنكليزي، ما جعله يخسر معركة خطّ الوسط أمام دورتموند، بينما ظهر بروسيا في بعض فترات المباراة بصورة هشّة، نتيجة عدم وجود توازن بين خطوط الفريق، إلّا أنّ الوقت سيكون كفيلاً بإظهار منظومة جيّدة للفريق بعد تأقلم اللّاعبين الجدد.
يعاني بروسيا دورتموند من عدم وجود رأس حربة هدّاف في تشكيلته


وقد بدأ شالكه مشواره بخسارة مفاجئة أمام فولفسبورغ الّذي تمكّن من تحقيق فوز مثير على وصيف دوري الموسم الماضي بنتيجة 2-1، وكان لتقنية الفيديو الـ«VAR» الكلمة العليا في المباراة حيث استعان الحكم بمساعده الإلكتروني ليطرد مدافع شالكه ماتيا ناستاسيتش في الدّقيقة 65 بعد أن كان منحه بطاقة صفراء في البداية، ولكن تقنية الـ«فار» بيّنت أنه يستحق البطاقة الحمراء. بعدها بدقائق أشهر الحكم البطاقة الحمراء بوجه مهاجم نادي فولفسبورغ فوتر فيغورست بعد كرة مشتركة بينه وبين غيدو بورغشتالر لاعب شالكه، إلّا أنّ الحكم استبدل البطاقة بأخرى صفراء بعد أن راجع تقنية الفيديو، ليكمل فولفسبورغ المباراة بأحد عشر لاعباً. وتقدّم صاحب المركز السّادس عشر في الموسم الماضي فولفسبورغ بهدف في الدقيقة 33 عبر مدافعه الأميركي جون بروكس، وتمكّن بديل شالكه نبيل بن طالب من تعديل النتيجة في الدّقيقة 85 لفريقه عبر تسجيله ركلة جزاء تحصّل عليها اللاعب بريل إمبولو. وكانت المباراة في طريقها للتّعادل الإيجابي لولا تسجيل بديل شالكه الثاني دانييل جينزيك الهدف الخاطف، بعد أن أكمل كرة يانيك جير هارت المرتدّة من الحارس وذلك في الدّقيقة الرّابعة من الوقت المحتسب بدلاً من ضائع. نتيجة جيّدة وأخرى مخيّبة لمنافسي البايرن على اللّقب هذا الموسم.
ومن جهته استهل حامل اللّقب بايرن ميونخ حملة الدّفاع عن لقبه بفوز متأخّرٍ على ضيفه هوفنهايم. ووضع توماس مولر أصحاب الأرض في المقدّمة برأسيّة قويّة في الدّقيقة 23، قبل أن يدرك آدم سولوي التّعادل لهوفنهايم في الدّقيقة 57. تعادل بقي صامداً حتّى الدّقيقة 82 حيث سجّل روبرت ليفاندوفسكي هدف التّقدّم من ركلة جزاء في محاولته الثّانية عقب الاستعانة بتقنيّة الـ«فار» لإعادة الرّكلة. وأطلق آريين روبن «رصاصة الرّحمة» على هوفنهايم في الدّقيقة الأخيرة بعد أن سجّل الهدف الثّالث لفريقه. فوز أنقذ المدرّب الجديد نيكو كوفاتش من البداية المتعثّرة، وتمثّلت الخسارة الكبيرة للنّادي بإصابة جناحه الشّاب كينغسلي كومان بتمزّق بأربطة قدمه اليسرى، الإصابة نفسها كانت قد أبعدت اللّاعب عن المشاركة في نهائيّات كأس العالم 2018، الأمر الّذي يتطلّب جراحة ستبعد اللّاعب عدّة أسابيع بحسب ما صرّح به النّادي.
وقد حقّق هرتا برلين فوزاً صعباً على ضيفه نورنبرغ بنتيجة 1-0 بهدف سجّله اللّاعب ايبسيفيتش في الدّقيقة 27. وأهدر الفريق الضّيف فرصة ذهبيّة للتّعادل بعد أن أهدر لاعبه ميكايل إسحاق ركلة جزاء في الدّقيقة 84. واستطاع آينترخت فرانكفورت استكمال مساره الجيّد الذي بدأه الموسم الماضي محقّقاً فوزاً على مضيفه فرايبورغ بنتيجة 2-0 سجّلهما كلّ من نيكولاي مولر وسيباستيان هيلير في الدّقيقتين العاشرة والثّانية والثّمانين. وتمكّن أوغسبورغ من قلب تأخّره أمام مضيفه فورتونا دوسلدورف إلى فوز «صعب» بنتيجة 2-1، حيث تمكّن بينيتو رامان من التّقدّم في الدّقيقة 39 لينهي الشّوط الأوّل بتقدّم نادي فورتونا، واستطاع مارتين هينتيرجير وأندريه هان قلب مجريات اللقاء في الشّوط الثّاني بعد أن سجّلا هدفين في الدّقيقتين 57 و 76. أمّا فيردر بريمن فلم ينجح بالحصول على أكثر من التعادل مع هانوفر بنتيجة 1-1، حيث تقدّم هانوفر بهدف اللاعب هندريك ويداندت في الدّقيقة 76 قبل أن يدرك ثيودور جيبرسيلاسي التّعادل قبل خمس دقائق من نهاية المباراة.