عام 2011، علّق المهاجم البرازيلي رونالدو حذاءه إثر إصاباتٍ متكررة في ركبته، لتخسر كرة القدم بذلك واحداً من أفضل مهاجميها تاريخياً.
وبعيداً من الفراغ الذي ولّده اعتزال «الظاهرة» القسري على صعيد الأندية، كانت الخسارة الأكبر من نصيب منتخب البرازيل، إذ أثبتت التجارب أن استبدال رونالدو شبه مستحيل.

مهاجمون مختلفون تعاقبوا على «السيليساو» خلفاً للظاهرة رونالدو (67 هدفاً في 104 مباراة دولية)، لم يرقوا غالباً لقيادة هجوم المنتخب. وفي كثيرٍ من الأحيان، لطّخوا رقم «9» الأيقوني.

بعيداً من أدريانو ولويس فابيانو وحتى فريد، الذين تمكنوا من إعطاء التوازن للخط الأمامي، شهد «السيليساو» أسماءً أسهمت في تراجع الفاعلية الهجومية والمنتخب ككل، مثل دييغو سوزا ودييغو تارديلي ولياندرو دامياو وفاغنر لوف...

وبعد سنواتٍ من المعاناة، تحسّنت جودة مهاجمي السيليساو أخيراً بشكل ملحوظ، ليعرف أمثال روبرتو فيرمينو وغابريال خيسوس وريتشارليسون نجاحات متفاوتة دون الثبات في المردود.

تخبطٌ قد ينتهي مع بزوغ موهبة برازيلية هجومية جديدة: إندريك فيليبي موريرا دي سوزا.

خرجَ «المراهق» من مقاعد البدلاء يوم السبت ليسجّل هدف الفوز المتأخر والوحيد للبرازيل ضد إنكلترا. عليه، أصبح إندريك أصغر لاعب دولي يسجل هدفاً في ملعب ويمبلي بعمر الـ 17 عاماً و246 يوماً، كما باتَ أصغر لاعب يسجل للبرازيل منذ رونالدو نفسه في عام 1994.

أرقامٌ لافتة ما هي إلا امتداد لمسيرةٍ مميزة وواعدة بالنسبة إلى الشاب البرازيلي. انضم إندريك إلى فريق شباب بالميراس في سن الحادية عشرة، ولفت انتباه الكشافة الدولية لأول مرة عندما ساعد البرازيل على الفوز ببطولة مونتايغو تحت 16 عاماً في فرنسا عام 2022، حيث حصل على لقب الهداف برصيد خمسة أهداف.

ظهر مع فريق بالميراس البرازيلي الأوّل في أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، وسرعان ما نال اهتمام عدد من أندية النخبة في القارة العجوز مثل تشيلسي وباريس سان جيرمان. وبعد أشهرٍ من المفاوضات، «خطف» ريال مدريد اللاعب في صفقةٍ كلّفت خزائن «الميرينغي» 45 مليون يورو تبعاً لموقع «Transfermarkt»المختص بالإحصائيات الرياضية، رغم لعبه 307 دقائق فقط مع بالميراس حينها. وسينتقل إندريك إلى إسبانيا عندما يبلغ 18 عاماً في يوليو/تموز المقبل، بسبب قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي تحظر على اللاعبين القاصرين اللعب في الخارج.

إندريك هو أحدث «منتج» كروي تقدّمه البرازيل. إذا استمر في الأداء الذي يظهره، سيكون اسماً لامعاً في كرة القدم البرازيلية والعالمية مستقبلاً.