وصل اللاعب الروسي دانييل ميدفيديف إلى نهائي بطولة أميركا المفتوحة لكرة المضرب في نهاية الأسبوع، وهي رابع بطولة كبرى حول العالم، كما أنه اليوم يحتل المركز الثالث في التصنيف العالمي، فيما يجلس زميله الروسي أندري روبليف في المركز السادس عالميّاً. وبالموازاة كانت البيلاروسية أرينا سابالينكا تلعب المباراة النهائية للبطولة ذاتها، وهي على صدارة التصنيف العالمي للسيدات.نتائج مميزة ومستوى عالٍ كان الجمهور العالمي سيُحرم منه، لو اتُخذ القرار بإيقاف هؤلاء الرياضيين لأسباب غير رياضية. ويبدو واضحاً أن الرياضيين الروس والبيلاروس يحققون إنجازات مهمة في مختلف الرياضات، وهم دائماً كانوا رقماً صعباً في الرياضات الفرديّة، لذلك ظهر للجميع مدى تأثير غيابهم، وبدأت منذ أشهر ليست بالقليلة المطالبة بعودتهم إلى المنافسات.
العودة إلى المشاركة يرفضها الغرب بطبيعة الحال، وعلى رأس لائحة الرافضين هناك بريطانيا التي هددت بالانسحاب من جميع البطولات التي يشارك فيها الروس، كما أميركا التي تضغط على اللجنة الأولمبية الدولية دائماً. رضخت الأولمبية الدولية للضغوط لفترة ومعها عدد من الاتحادات، ولكن بعد الاعتراف الضمني بالأخطاء، اتُخذ القرار بعودة الرياضيين الروس إلى المنافسات تحت علم محايد، وبغياب النشيد الوطني الروسي في المناسبات الرياضية على اختلافها.
وكان لافتاً قبل أيام إعلان الاتحاد الدولي للألعاب الإلكترونية السماح للرياضيين الروس بالمشاركة في البطولات باستخدام العلم والنشيد الوطني. وكان هذا الأمر متاحاً في البطولة العالمية في رومانيا.
واتُخذ هذا القرار بعد موافقة 32 دولة على الأمر مقابل اعتراض 13 فقط.
وفي بداية الشهر الحالي أعلن الاتحاد الدولي للسباحة رفع حظر الإيقاف عن السباحين الروس والبيلاروس والسماح لهم مجدداً بالمشاركة في مسابقاته الدولية تحت علم محايد أيضاً. والأمر اللافت هنا أن القرار في الاتحاد الدولي للسباحة اتُخذ بالإجماع، أي إن هناك اعترافاً بأن الإيقاف كان خاطئاً من البداية.
ويأتي قرار اتحاد السباحة، بعد أن قررت اتحادات المبارزة والجمباز والرماية والجودو والتسلق والريشة، إعادة دمج الرياضيين من البلدين، ما يمكّنهم من المشاركة في المنافسات المؤهلة للألعاب الأولمبية العام المقبل في باريس. ولكن الأمر غير المنطقي أن الأولمبية الدولية والاتحادات الفردية تحاول الضغط على هؤلاء اللاعبين والرياضيين لدفعهم إلى إدانة بلادهم، كما تمنعهم من التحدث إلى وسائل الإعلام إذا كانوا يرفضون إدانة العملية العسكرية في أوكرانيا. ولكي يكتمل قرار العودة يجب اتخاذ قرار سريع بالسماح للاعبين المشاركة تحت علم بلادهم ومع عزف نشيد وطنهم. وبعد كل هذه التطورات ينتظر كثيرون اتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ونظيره السلوي "فيبا" قرارات رفع الحظر عن الرياضة الروسية والبيلاروسية، لكي تعود الأندية للمشاركة في البطولات الأوروبية من دوري أبطال أوروبا أو يوروبا ليغ وغيرهما... كما مشاركة المنتخبات في البطولات العالمية، بعد منعهم من المشاركة في مونديال قطر 2022، رغم استضافة روسيا لمونديال 2018، ونجاحها المميز تنظيمياً ورياضياً أيضاً. وتعد مشاركة الأندية الروسية إضافة كبيرة إلى المنتخب في أوروبا، نظراً إلى المستوى الجيد الذي يقدم منهم، إضافة إلى العنصر الاحترافي الذي برز قبل سنوات قريبة، ونجاح اللاعبين الروس في مختلف الرياضات الجماهيرية في أوروبا.
العديد من الجهات ترى أن قرار العودة يجب أن لا يتأخر، لما فيه من مصلحة عامة للرياضة، وللكف عن ضرب مبدأ فصل السياسة عن الرياضة، ولعدم الاستجابة للأجندة الغربية في هذا الأمر.