الدوحة | الفوز ولا شيء سوى الفوز. هذا هو الهدف الرئيسي الذي يحمله لاعبو منتخب لبنان لكرة القدم في أذهانهم منذ أشهرٍ عدة، ويربطونه حصراً بالمواجهة الصعبة أمام منتخب فلسطين، والتي سيستضيفها ملعب «جاسم بن حمد» الخاص بنادي السد في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الساعة 19:00 بتوقيت بيروت.الجولة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة التاسعة للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 ونهائيات كأس آسيا 2027، تبدو وكأنها نهائي بالنسبة إلى المنتخب اللبناني، إذ لا بديل له عن الفوز من أجل الإبقاء على آماله في التأهل إلى البطولة القارية مرةً جديدة، والانتقال أيضاً إلى الدور المقبل في التصفيات المونديالية.
عمل رادولوفيتش على إرساء طريقة لعب تلتقي مع متطلبات المباراتين المقبلتين (طلال سلمان)

العملية الحسابية بسيطة: الفوز على فلسطين (7 نقاط)، ومن ثم بنغلادش (نقطة واحدة)، سيرفع رصيد منتخبنا إلى 8 نقاط، ما يعني أنه سيكون بمقدوره التأهل شرط سقوط الفلسطينيين في ضيافة أستراليا المتأهلة (12 نقطة) في الجولة الأخيرة.

تأهّل للحاضر وللمستقبل
هذا العرض لوضع المجموعة يعني أن مصير المنتخب اللبناني قد يكون بين يديه، تماماً كما هو حال حاضر ومستقبل الكرة اللبنانية، إذ إن هذا التأهل سيعزّز وضع اللعبة عامةً وسيعود بفوائد مادية أيضاً يمكنها أن تساهم في عملية تطوير المنتخبات من خلال الاستمرار في إقامة المعسكرات الخارجية على أعلى مستوى وتعزيز الكادر الفني بعناصر مفيدين.
أما في الشق الآخر، فإن هذا التأهل سيؤمّن مساحةً للجيل المقبل من أجل اللعب على مستوى عالٍ بين كبار القارة، وذلك في فترةٍ يشهد فيها المنتخب عملية تحوّلٍ من جيلٍ إلى آخر.
كل هذا يدركه اللاعبون الذين بدا الإصرار والالتزام عليهم أكثر من أي وقتٍ مضى منذ وصولهم إلى معسكر الدوحة الأسبوع الماضي، وسط إدراكهم مدى حجم التحدي غير السهل الذي ينتظرهم، ووسط ثقةٍ بأن ما مرّوا به من نكسات يعود جزءٌ منه إلى الحظ الذي عاكسهم في الكثير من المحطات.
مصير لبنان بين يديه وحاضر اللعبة ومستقبلها أيضاً


وهذه النقطة بالتحديد توقّف عندها المدرب المونتينغري ميودراغ رادلوفيتش في حديثه إلى «الأخبار»، قائلاً: «أعتقد بأننا نحتاج إلى بعض الحظ الذي لم نحصل عليه في كأس آسيا، لكن أعتقد بأنه سيكون إلى جانبنا في مباراة فلسطين، وبدعم جمهورنا سننجح».
بالفعل الاعتماد سيكون كبيراً على الحضور اللبناني في ملعب السد، الذي كان مقصداً لأبناء الجالية في ثالثة مباريات «رجال الأرز» في كأس آسيا الماضية حيث احتل اللبنانيون القسم الأكبر من المدرجات، وهو ما دفع القيّمين إلى اعتماد قطر أرضاً للمنتخب حيث سيخوض مباراته الأخيرة أمام بنغلادش على "استاد خليفة الدولي" الثلاثاء المقبل.

منتخب فلسطيني أقوى
منتخبنا عمل على التسلّح بجمهوره، لكن القصة مختلفة بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين قدِموا بتشكيلةٍ أقوى، إذ يبدو أن أداءهم اللافت في كأس آسيا، شجّع العديد من الأسماء المعروفة للعودة إلى الجذور، فكان انضمام 3 لاعبين جدد أصحاب مستوى عالٍ إلى «الفدائي»، وهم مهاجم أيك ستوكهولم السويدي عمر فرج الذي سبق له أن لعب مباراتين دوليتين مع منتخب السويد قبل أن يقرر التحوّل لتمثيل بلاده الأم، تماماً كما هو حال مواطنه لاعب الوسط مصطفى زيدان الذي نشأ في أستون فيلا الإنكليزي، ودافع عن ألوان نادي مالمو المعروف في السويد قبل انتقاله إلى الإمارات. ويضاف إليهما مهاجم الأهلي المصري وسام أبو علي الذي لعب لمنتخبات الفئات العمرية في الدنمارك.

سيؤمّن مساحةً للجيل المقبل من أجل اللعب على مستوى عالٍ (طلال سلمان)

وحول هذه المسألة، علّق رادولوفيتش: «أنا أراقب هذا المنتخب منذ فترة وأعرف أنهم يراقبوننا أيضاً. في هذا الجانب من المستوى ليست هناك مفاجآت. لقد قاموا بتعزيز فريقهم بثلاثة لاعبين ممتازين، ووحده الانتصار يفيدنا، ونحن جاهزون لتحقيقه لأنني مقتنع وراضٍ بما يقدّمه اللاعبون من عملٍ وجهدٍ في الملعب منذ وصولنا إلى الدوحة».
وحاول «رادو» منذ التجمّع الأول للمنتخب إرساء طريقة لعب تلتقي مع متطلبات المباراتين المقبلتين، فصبّ تركيزه على رفع المستوى البدني لرجاله، وعلى تعزيز الأفكار الفنيّة القادرة على مساعدتهم لفكّ شيفرة الدفاع الفلسطيني، وهو قال في هذا الإطار: «يجب علينا أن نقاتل لمدة 90 دقيقة وأن نركّز جيّداً، وأن نتمتع بقوة ذهنية لأن هذا النوع من المباريات قد تحدده كرة واحدة».
إذاً هدف واحد سيغيّر كثيراً. هدفٌ اجتهد له الكل منذ الوصول إلى الدوحة، وذلك لرسم طريقٍ إلى الشباك، وللوقوف بين كبار القارة الأكبر مجدداً.