من الناحية التكتيكية شغل سمير اياس مركز محمد حيدر في الوسط المتقدّم
النتيجة حتى الآن، تقول إن القوة الجوية العراقي وضع قدماً في نهائي منطقة غرب آسيا بكأس الاتحاد، بعدما أسقط ضيفه العهد، بثلاثة أهدافٍ لهدف، على ملعب كربلاء الدولي، ضمن ذهاب الدور نصف النهائي. لكن الإياب سيكون في بيروت. وهذا يطرح سؤالاً آخر، يعرف غالبية المشجعين اللبنانيين الإجابة عنه: هل سيساند اللبنانيون العهد بكثافة؟ الذي يعرف الكرة اللبنانية يعرف الإجابة. سيعاني العهد. ومعاناته جزء من معاناة كرة القدم اللبنانية في الأساس، حيث يحتاج العهد إلى دعم أكبر، كما تحتاج اللعبة إلى دعم أكبر لـ«تقريش» الإنجازات والتطور الحاصل، وهو دعم لن يحدث، ما لم يحدث تغيير في «بنية» اللعبة، التي يهيمن عليها عاملان أساسيان. العامل الأول: عدم اهتمام الدولة بالرياضة عموماً. العامل الثاني والأهم، هو عدم حدوث أي تغيير جدي في اتحاد اللعبة منذ سنوات. وقد يسأل القارئ، ما علاقة هذا كله بخسارة العهد في العراق. لكن الحقيقة، أن العهد، حقق سلسلة طويلة من الإنجازات، لكنها بقيت إنجازات «عهداوية». ولو كان للعهد ملعب كالذي أجريت عليه المباراة في كربلاء، لربما سانده جمهور مشابه. السؤال نفسه يطرح نفسه دائماً: ما الذي يجب فعله لإنقاذ اللعبة؟ من ينقذها؟ لا نعرف الإجابة، لكن المنقذين لن يكونوا الذين خرّبوها. ولكي يفوز ممثل لبنان، فهو بحاجة إلى ملعب وإلى جماهير وإلى بنية تحتية وإلى شفافية في إدارة اللعبة عموماً. الأمر لا يتوقف على بعض التبديلات. والعهد، كممثلٍ للبنان، رغم إنجازاته وتطوره، يحتاج إلى دعم أكبر، يكون في الأصل دعماً للعبة عبر «تنظيفها» من غبار السنوات الطويلة الذي تراكم عليها.
طبعاً، كان ممكناً الاكتفاء بالتحليل الفني. ولا بد من العودة إلى المباراة. خمس دقائق كانت كفيلة للمهاجم أمجد راضي لافتتاح التسجيل، محتفلاً مع الجماهير العراقية، التي رفعت لافتة وُجّهت إلى العهد، تقول: «ننظر إليكم ولا نراكم». خطأٌ من الحارس خليل قبل دقيقتين على انتهاء الشوط الأصلي، وآخر من متوسّط الميدان الغاني عيسى يعقوبو، أهديا الجوية هدفين غاليين. وقبل ثلاث دقائق على صافرة النهاية، حوّل البديل قدوح عرضية حسين الزين بصدره إلى المرمى، مانحاً فريقه هدفاً مهماً قبل اللقاء الثاني. فيما تغاضى الحكم الهندي أروموغان رُوان عن احتساب ركلة جزاء للعهد، بعد هدف الجوية الأول. إذاً، ثلاثة أخطاءٍ من لاعبي بطل لبنان وركلة جزاء غير محتسبة، وغيابات في صفوف الفريق الضيف، وملعبٌ احتشد فيه أكثر من عشرة آلاف مشجّع عراقي، كانت كلها أسباباً مباشرة بالسقوط الأول بعد ست مباريات في البطولة الآسيوية. ويمكن إضافة عوامل «تقنية» أخرى. حتى الأضواء الكاشفة التي انطفأت مع انطلاق الشوط الثاني، لعبت دورها، مع تمديد الوقت الأصلي من المباراة 11 دقيقة، سجل خلالها الفريق المضيف هدفاً ثالثاً، قبل أن يُهدي البديل محمد قدوح الأمل لزملائه بهدف تذليل الفارق. هدفٌ يعني أن العهد سيحتاج إلى هز الشباك العراقية مرتين في لقاء الإياب في 15 الشهر المقبل، على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، من دون أن يستقبل أي هدف، حتى يتأهل إلى النهائي. لكن التحليل الفني، يبقى ناقصاً، في ظل عدم الحديث عن ضرورة إحداث تغيير جدي في بنية كرة القدم اللبنانية، لكي تستطيع الفرق القوية الوصول إلى ما تستحقه.
في بيروت، سيكون العهد أمام مهمّة صعبة، وهو الذي سقط أمام الفريق عينه على الملعب نفسه قبل سنتين. عودة شعيتو المتوقّعة، ومعه خليل خميس، ستُعطي دفعاً معنوياً للزملاء، ولو أنه في الجهة المقبلة، سيعود همام طارق إلى التشكيلة العراقية بعد انتهاء الإيقاف. فرصةٌ أخيرة لبطل الدوري والكأس للقاء أحد طرفي مباراة الفيصلي الأردني وجاره الجزيرة في المباراة النهائية، اللذين تعادلا بهدف لمثله في مباراة الذهاب. فرصة لتحقيق إنجاز، رغم كل شيء، لمَ لا؟
كربلاء الأوروبية
شيّد الملعب الذي أقيمت عليه المباراة في مدينة كربلاء الجنوبية في عام 2015، بتكلفة بلغت 116 مليار دينار عراقي (98 مليون دولار)، ووفق طراز معماري يحاكي الملاعب الأوروبية، كما يتسع لأكثر من 30 ألف متفرج. وهو أحد ثلاثة ملاعب أتاح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للعراق هذه السنة، باستضافة مباريات دولية رسمية عليها، بعد حظر امتد أعواماً طويلة يعود الى أسباب شتى، أبرزها: الأوضاع الأمنية في البلاد وسوء التنظيم الذي شاب بعض المباريات. رغم ذلك، توقفت المباراة في الشوط الثاني لنحو عشر دقائق، بسبب انطفاء الأنوار في الملعب الذي يعدّ من الأحدث. وأوضح مدير دائرة الأقاليم وشؤون المحافظات في وزارة الشباب والرياضة العراقية طالب الموسوي أن «انطفاء الأنوار في الملعب سببه الغزارة في هطول الأمطار».