تحبس الأنفاس في الساعة الحادية عشرة من مساء الليلة بتوقيت بيروت، حيث سيتابع العالم بأسره أولى المواجهتين بين ريال مدريد وضيفه برشلونة في الدوري الإسباني لكرة القدم لهذا الموسم، حيث يختصر «إل كلاسيكو» كرة القدم العالمية بسبب عراقة الناديين من جهة، وصراعهما الذي يتخطى الرياضة الى السياسة والاقتصاد والانتشار والتوسع فوق أرض المعمورة، ويقترن ذلك بأن الناديين العملاقين يضمان أبرز نجوم العالم، ولا سيما نجم الفريق الكاتالوني الأرجنتيني ليونيل ميسي ومنافسه على جائزة أفضل لاعب في العالم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الفريق المدريدي، كما تتعدى المواجهة النجوم الى المدربين حيث تبدو المباراة فرصة لنزال قاس بين مدرب برشلونة جوزيب غوارديولا، وقائد سفينة الفريق الملكي البرتغالي جوزيه مورينيو.
والصراع بين القطبين الاسبانيين يتخطى المملكة الأوروبية الى باقي أصقاع الأرض، حيث يتحمس محبو الساحرة المستديرة لأحد الفريقين، وهذا ما شهده العالم في نيسان الماضي. فعندما تقابل الفريقان أربع مرات في أقل من 20 يوماً، حينها تابع أكثر من ملياري نسمة المباريات التي توزعت بين الدوري الإسباني الذي أحرزه الفريق الكاتالوني ونهائي كأس الملك التي فاز بها فريق العاصمة ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا والتي فاز بلقبها ايضاً برشلونة للمرة الرابعة في تاريخه.
وتأتي المواجهة مغايرة لحال الفريقين في الموسم الماضي، حيث استهل ميسي ورفاقه هذا الموسم بالتفوق على رونالدو وزملائه بإحرازهم لقب كأس السوبر الإسباني، وانطلق برشلونة بقوة في الدوري عكس ريال مدريد، قبل أن تنعكس الأدوار ليتفوق الريال بفارق 3 نقاط مع مباراة زائدة لبرشلونة، أي بإمكان الريال توسيعه الى 6 نقاط في مباراته ضمن المرحلة المقبلة.
ويمنّي الريال نفسه بالابتعاد عن غريمه الأزلي قدر الإمكان ورفع عدد انتصاراته المتتالية الى 14، وخصوصاً أنه يتمتع باستقرار فني، وسيستعيد جهود نجمه البرازيلي ريكاردو كاكا ليشكل إضافة كبيرة في خط الوسط الذي يلعب فيه أيضاً الدوليان الألمانيان مسعود أوزيل وسامي خضيرة وتشابي ألونسو أو ربما يعتمد على الارجنتيني أنخيل دي ماريا ودعماً للهجوم بقيادة رونالدو، والفرنسي كريم بنزيمة والأرجنتيني غونزالو هيغوايين، ويتطلع مورينيو الى أن يكون خط دفاعه بقمة مستواه، على الرغم من غياب البرتغالي ريكاردو كارفاليو، حيث يملك عدة أوراق، أبرزها سيرجيو راموس والبرتغالي الآخر بيبي والبرازيلي مارسيلو وربما ألفارو أربيلوا أو البرتغالي فابيو كوينتراو أو الفرنسي لاسانا ديارا، ومن خلفهم الحارس ايكر كاسياس، كما للفريق الملكي أفضلية الأرض والجمهور.
وفي الناحية الكاتالونية، فإن الانسجام والكيمياء بين اللاعبين هما السلاح الأقوى لكتيبة غوارديولا، حيث سيعتمد على الحارس فيكتور فالديز الذي يتألق عادة في مواجهات الكلاسيكو، وسيكون خط الدفاع في امتحان صعب، إذ يتعين عليه إيقاف المد الهجومي للفريق الملكي أو حتى التصدي للهجمات المرتدة السريعة، ويتألف خط الخلف من الفرنسي اريك أبيدال والقائد العائد كارليس بويول وجيرار بيكيه والبرازيلي داني ألفيس، وفي الارتكاز العملاق سيرجيو بوسكيتس، ومن عناصر القوة في «بلوغرانا» خط وسطه الذي يضم الثنائي الدولي اندريس اينييستا والقائد تشافي هرنانديز، الذي سيخوض المباراة رقم 600 مع برشلونة، وسيسك فابريغاس وربما تياغو ألكانتارا. وفي الأمام، فإن موقع ميسي محفوظ، بينما تنتاب الحيرة المدرب غوارديولا بشأن المهاجم الثاني، اذ تجري المفاضلة بين التشيلياني ألكسيس سانشيز ودافيد فيا.
وقبل المباراة، حافظ مورينيو على غموضه الدائم لدى مواجهته برشلونة على غرار ما كان عليه أيام كان مدرباً لتشلسي الإنكليزي وبعده انتر ميلان الإيطالي، وخصوصاً أن برشلونة قد شهد بداياته، إذ كان مترجماً للمدرب الانكليزي بوبي روبسون، ورفض البرتغالي المشاركة في المؤتمر الصحافي الذي يسبق المباراة من دون تبرير، وسبق لمورينيو أن أقدم على الأمر نفسه الموسم الماضي قبل لقاء الكلاسيكو في مارس الماضي ليدشن سابقة لم يفعلها أي من مدربي الريال غيره قبل هذه المباراة المهمة. وتولى المهمة بدلاً منه مساعده ايتور كارانكا. فيما يطمح غوارديولا الى الحفاظ على سجله خالياً من الخسارة في ملعب «سانتياغو برنابيو»، بيد أن غوارديولا تسلح بالصمت أيضاً قبل الكلاسيكو.
وهذه المواجهة الـ 216 بين الغريمين في كل المسابقات، وقد فاز ريال مدريد في 86 مباراة، بينما تفوق برشلونة في 84 مباراة وتعادل الفريقان 45 مرة، وعلى صعيد «ليغا» هذه المواجهة رقم 163 منذ أول لقاء بينهما في 17 شباط 1929 حيث فاز وقتذاك النادي الملكي 2-1.



لوف يتابع أوزيل وخضيرة

يحرص عدد من المدربين والنجوم السابقين على متابعة مباراة الكلاسيكو، إلا أن المدير الفني للمنتخب الألماني يواكيم لوف سيحضر المباراة مع مساعده هانز فليك في إطار «جولة متابعة» يقوم بها المدرب. وسيتابع لوف مستوى مواطنيه مسعود أوزيل وسامي خضيرة لاعبي ريال مديد، ومن المقرر أن يلتقي بهما غداً الأحد. وتلعب ألمانيا الى جانب هولندا والبرتغال والدنمارك في «يورو 2012».