يبدأ منتخب لبنان لكرة القدم مسيرته الصعبة في الدور الثالث من تصفيات مونديال 2014 بمواجهة نظيره الكوري الجنوبي القوي، بعد إحداث نفضة شملت الجهاز الفني وتشكيلة اللاعبين، في ظل آمال بأن تكون الصدمة إيجابيةيستهل منتخب لبنان لكرة القدم، اليوم الساعة 14.00 بتوقيت بيروت، «المهمة الشاقة» في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014، عندما يحلّ ضيفاً على نظيره الكوري الجنوبي، حيث يلتقيان في المرحلة الأولى من مباريات المجموعة الثانية للدور الثالث على ملعب «غويانغ» الذي يتسع لـ 43 ألف متفرج.
وكان لبنان قد تخطى بنغلادش بصعوبة في الدور الثاني، إذ غلبها 4 - 0 في بيروت، قبل أن يخسر إياباً 0-2 في دكا، الأمر الذي دفع المدير الفني اميل رستم إلى الاستقالة من مهماته، وإسناد دفة الادارة الفنية الى الألماني ثيو بوكير، الموجود في لبنان بعد تعاقده مع نادي العهد، حامل لقبي الدوري والكأس.
ولعل المجموعة التي تضم أيضاً منتخبي الإمارات والكويت تعد صعبة على المنتخب اللبناني، الغارق في أزمات متعددة بسبب النهج الذي يتّبعه الاتحاد المحلي في التعاطي مع كادر رياضي يفترض أن يكون واجهة الوطن في المحافل الكروية القارية والعالمية.
وكان عمل المنتخب قد شُلّ ووُضع على «الرف» من دون أي مشاركة خارجية أو حتى مباريات ودية ليتقهقر تصنيفه الدولي الى المركز 178، قبل أن يتحسن بعد الفوز على بنغلادش ليحتل حالياً المرتبة 160.
وبالعودة الى مباراة اليوم، فإن المنتخبات الآسيوية في وادٍ ومنتخب «بلاد الأرز» في وادٍ آخر، إذ إن معظم الدول بدأت تُعدّ منتخباتها وتجهّزها للتصفيات منذ أكثر من سنة، إلا لبنان، الذي بدأ قبل حوالى أربعين يوماً من انطلاق التصفيات، ثم كانت قضية رستم، الذي ذهب ضحية خلافات شخصية دفعته الى تقديم الاستقالة، ليُستعان بالقديم ـــــ الجديد بوكير، لكونه على دراية بالكرة اللبنانية والخليجية والآسيوية. ومع تسلّم بوكير انقلبت الأمور اللوجستية، فحضرت التجهيزات وارتفعت العائدات المادية للاعبين والمكافآت وتغيّر شكل الجهاز الفني، وسوّيت الأمور العالقة، وهذه كلها لم تكن موجودة أيام رستم.
وبدأ بوكير عمله في المنتخب بالتوازي مع عمله في العهد، وأول الأمور كان إعادة عدد من اللاعبين المستبعدين في أيام رستم، كعباس عطوي قائد فريق النجمة، ومهاجم تشرين السوري محمد غدار، إلا أنه سيفتقد اليوم عنصرين مؤثرين في خط الوسط هما رضا عنتر المحترف في شاندونغ لياونينغ الصيني بسبب عدم حصوله على تأشيرة لدخول كوريا الجنوبية، وعباس عطوي «أونيكا»، الذي يخاف ركوب الطائرة، ففضّل البقاء في بيروت. كذلك لم يستدعِ بوكير المهاجم علي ناصر الدين، الذي انتقل للاحتراف مع الجزيرة الأردني، وهو الذي سجل هدف التعادل للبنان في المرمى الكوري (1-1) عندما التقى المنتخبان في بيروت على هامش تصفيات مونديال 2006.
وكانت المباراة الودية مع منتخب سوريا قبل أسبوعين التي خسرها لبنان 2-3 في صيدا مناسبة للألماني لتكوين فكرة عن تشكيلة لبنان في المرحلة المقبلة، حيث جرب خلالها عدداً كبيراً من اللاعبين، للوقوف على مستوياتهم، أضف إن المعسكر الذي خاضه اللبنانيون في كوريا كان مفيداً لبوكير لصياغة خططه للتصفيات، وللمباراة ضد كوريا الجنوبية على وجه الخصوص، بعدما خاض مباراة ضد أحد الفرق المغمورة.
وأشار بوكير في المؤتمر الصحافي قبل المباراة أمس الى أن الجميع يتوقع الفوز لكوريا الجنوبية استناداً الى تمرسها في التصفيات وفي النهائيات العالمية، وأن المهمة ليست سهلة، إلا أن العمل ينطلق من مبدأ الإيمان بما يجب بذله على أرض الملعب. وأبدى بوكير ارتياحه لانضمام المحترفين يوسف محمد ورامز ديوب، وتأقلمهما السريع مع زملائهما، مشدداً على التعاطي الإيجابي الدائم مع الأمور. وأضاف «نبذل ما في وسعنا في هذه المرحلة الانتقالية، ولا شيء مستحيل». وختم بوكير «نحن لا نركز على كوريا، التي هي خارج الحسابات، ونسعى الى التغلب على الكويت والإمارات».
ويُتوقع أن تضم التشكيلة اللبنانية اليوم: الحارس زياد الصمد، يوسف محمد، رامز ديوب، محمد باقر يونس، وليد إسماعيل، هيثم فاعور، محمد شمص، عباس عطوي، حسن معتوق، محمود العلي ومحمد غدار.
ويضم المنتخب الكوري عدداً لا بأس من المحترفين في الأندية الأوروبية، أبرزهم تشا دو ري وكي سونغ يونغ (سلتيك الاسكوتلندي)، نام تاي هي (فالنسيان الفرنسي)، بارك تشو يونغ (أرسنال الإنكليزي)، جي دونغ وون (سندرلاند الإنكليزي) وجونغ جو غوك (أوسير الفرنسي)، إلا أن تشكيلة المدرب تشو كوانغ راي ستفتقد جناح بولتون الإنكليزي لي تشونغ يونغ، وصانع ألعاب فولسبورغ الألماني كو جا شيول، ولاعب وسط هامبورغ الألماني سونغ هيونغ مين بسبب الإصابة.
والتقى المنتخبان أربع مرات في تصفيات المونديال، ففازت كوريا الجنوبية 3 مرات مقابل تعادل واحد.
ورأى راي أن المنتخب اللبناني يعاني ضعفاً في خط الدفاع، لكنه يتطور تدريجياً، وهذا الأمر يمكنه أن يسبب بعض المشاكل لمحاربي «تايغوك»، وخصوصاً إذا استهتروا بالخصم لذلك ينبغي التركيز للحصول على نتيجة. وفي المجموعة عينها، تلتقي الإمارات مع ضيفتها الكويت في العين.

المباريات الأخرى

في المجموعة الأولى، ستكون المواجهة الأردنية العراقية في مدينة أربيل في الواجهة، إذ ستكون المباراة الأولى لمدرب «أسود الرافدين» البرازيلي زيكو، الذي تعاقد قبل أيام مع الاتحاد العراقي، فيما يقود الأردن العراقي عدنان حمد، الذي سيكون في مواجهة بلاده، كما تلتقي الصين مع ضيفتها سنغافورة.
وفي المجموعة الثالثة التي حلت فيها طاجيكستان بدلاً من سوريا المستبعدة، تلتقي الأولى مع ضيفتها أوزبكستان، فيما تلتقي اليابان، بطلة آسيا، مع كوريا الشمالية في سايتاما، علماً أنهما كانتا قد شاركتا في النهائيات الماضية في جنوب أفريقيا، وبلغت الأولى الدور الثاني، فيما خرجت الثانية من الدور الأول.
وفي المجموعة الرابعة، ستكون السعودية في امتحان جدي في مواجهة عمان في مسقط، وتحظى المباراة بأهمية كبيرة للسعوديين، حيث إنها المباراة الأولى للمدير الفني الجديد للأخضر الهولندي فرانك رايكارد، وتستضيف أوستراليا ضيفتها تايلاند في مدينة بريسباين.
وفي الخامسة، ستكون المواجهة الخليجية بين البحرين وقطر الأبرز، التي تقام في المنامة، إذ إنّ الأولى تسعى إلى أن تكون «الثالثة ثابتة» بعد خروجها في الدورتين الماضيتين من الملحق النهائي، والثانية تسعى إلى الظهور الأول قبل استضافتها النهائيات عام 2022. وفي المجموعة عينها تلتقي ايران مع ضيفتها إندونيسيا على ملعب «ازادي» في طهران. ويتأهل أول وثاني كل مجموعة الى الدور الرابع، حيث توزع المنتخبات العشرة على مجموعتين، بواقع خمسة منتخبات في كل واحدة، وتلعب بنظام الدوري من مرحلتين ذهاباً واياباً، ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة الى النهائيات في البرازيل. ويلتقي صاحبا المركز الثالث في المجموعتين ذهاباً واياباً في ملحق آسيوي، يعبر المتأهل فيه الى خوض محلق آخر من مباراتين أيضاً مع خامس اميركا الجنوبية.
(الأخبار)



تصريح

أعرب قائد المنتخب اللبناني يوسف محمد عن سعادته بالعودة والوجود بين زملائه ومساندتهم «لأن تعاوننا هو الأساس، والمنتخب يضم عناصر جيدة ومميزة وجهازاً فنياً مندفعاً، رغم ضعف الإمكانات قياساً بالمنتخبات العريقة التي سنواجهها». وأضاف: «من هنا ضرورة التعامل بكل مباراة على حدة لنحقق أفضل ما يمكن تحقيقه. الجميع ينشدون الفوز، ولن نتوانى عن بذل قصارانا»، مشدداً على أن المنتخب الكوري في موقع فني متقدم، لكن ذلك «لن يحد من عزيمتنا».
وكان المنتخب قد أجرى مساء أمس تمرينه الأخير على ملعب المباراة بقيادة المدرب ثيو بوكير، حيث تميّزت الأجواء بالحماسة والاندفاع لدى اللاعبين.