العشوائية هي العنوان الرئيسي لأداء المنتخب البرازيلي لكرة القدم في المباراة التي تعادل فيها ونظيره الباراغوياني 2-2 (سجل للبرازيل جادسون وفريد في الدقيقتين 39 و90، وللباراغواي روكي سانتا كروز ونيلسون هايدو فالديز في الدقيقتين 55 و67). منتخب المدرب مانو مينيزيس لم يدلّ على أي شيء يرتبط بإرث الكرة البرازيلية العظيمة سوى القميص الأصفر، الذي لا يستحق معظم اللاعبين ارتداءه، وعلى الأقل الوافدين الجدد الذين ظهروا أنهم يحتاجون إلى النضج المطلوب، وتألقهم في الملاعب المحلية لم ينفعهم في شيء بعيداً منها. المتابع لعمل مينيزيس مع «السيليساو» عقب خلافته لكارلوس دونغا لن يستغرب الصورة التي ظهر عليها المنتخب في كوبا أميركا التي يحمل لقبها حتى الآن؛ فالنفضة التي أجراها الرجل أحدثت خلطة في أوراق التشكيلة، وهو يحتاج بالتالي إلى وقتٍ لإعادة ترتيبها، وخصوصاً مع زرعه أسماءً جديدة كثيرة لا يبدو القاسم المشترك بينها وبين الذين سبقوها إلى جنة المنتخب سوى اللغة البرتغالية.
نعم، فالتفاهم على أرض الملعب وصل إلى أدنى مستوى له في خطي الوسط والهجوم؛ إذ في الأول ظهر جليّاً أن «كلّاً يرقص السامبا على ليلاه»، وتحديداً بين الثلاثي التائه لوكاس لايفا وراميريس وغانسو، وكان معهم في المباراة الأولى أمام فنزويلا روبينيو، الذي أحسن المدرب بإبعاده والدفع بجادسون مكانه. وهذا الخيار الأخير، إضافة إلى إشراك «المنقذ» فريد يظهر أن مينيزيس على إدراك بما يحصل، لكن ما أقدم عليه ليس كافياً حتى الآن؛ إذ إن وجود نيمار أساسياً يؤثر سلباً على خط الهجوم؛ فهو لا يبدو منضبطاً، وثقته الزائدة بنفسه تجعله يهدر فرصاً سهلة؛ إذ يعمد أحياناً إلى ترويض الكرة في المنطقة الصغيرة بدلاً من التصويب إلى الشباك، أو يحاول تخطي الحارس في الوقت الذي يفترض عليه التسجيل من دون أي تعقيدات...
ونيمار يضرّ كثيراً بزميله في خط المقدمة ألكسندر باتو، الذي يفضّل التحرك بدلاً من التمركز في وضعٍ محوري، وهو الأمر الذي لا يسمح به الأول؛ لأنه غالباً ما ينتقل إلى أحد الطرفين لممارسة هوايةٍ ليست محبّذة في لعبة جماعية ككرة القدم، هي المبالغة في الاحتفاظ بالكرة، التي كرهته أمام الباراغواي، فذهب إلى تنفيذ الركلات الحرّة والركنية بعدما شعر بنفي زملائه له!
وإذا كان الدفاع هو الناجي الوحيد من الانتقادات، فإن علامة استفهام كبيرة تطرح حوله بعد اهتزاز الشباك مرّتين ضد الباراغواي،في ظل عدم تآلف الظهيرين مع قائدي المحور تياغو سيلفا ولوسيو. لذا، مع كل نقاط الضعف هذه، لن يكون ظلماً القول إن «السيليساو» تحوّل منتخباً عادياً، وليس هناك سوى قمصان صفراء تركض لأهدافٍ مختلفة، أقلّها شخصيّة، أي زيادة السعر الشخصي في سوق الانتقالات.



نيمار أسوأ لاعب

لم ترحم الصحافة البرازيلية منتخب بلادها، بعدما واصل نتائجه المخيبة في كوبا أميركا؛ إذ عنونت صحيفة «لينس»: «فريد ينقذ البرازيل من العار». ووصف موقع «يول سبورت» أداء المنتخب البرازيلي بـ«الكارثي»، مضيفاً قوله إن فريد أنقذ «السيليساو» من الانهيار. ورأى الموقع عينه أن مهاجم سانتوس الشاب نيمار كان أسوأ لاعب في المباراة.