لم يكن تتويج بوروسيا دورتموند بلقبه السابع في تاريخه مفاجئاً، اذ إن كل من تابع الدوري الألماني هذا الموسم أمكنه التوقّف عند فريق مميز، يتقن الاداء الهجومي بروعة. هكذا استطاع هذا الفريق ان يعتلي منصة التتويج قبل مرحلتين من نهاية «البوندسليغا» عندما وسّع الفارق مع مطارده باير ليفركوزن الى 8 نقاط مستفيداً من سقوط الأخير أمام كولن.
بالفعل أثبت لنا هذا الفريق منذ انطلاق الموسم أنه يحمل سمات البطل وذلك على غير ما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، فما هو السر وراء وصول بوروسيا دورتموند الى قمة الدوري الألماني؟
لا يخفى أن دورتموند اعتمد هذا الموسم على تشكيلة جلّها أسماء شابة وواعدة أعطت حيوية غير معهودة وديناميكية على أرض الملاعب، وكان الفريق عبارة عن مصغّر لمنتخب ألمانيا الذي قدّمه لنا يواكيم لوف في المونديال الأخير من خلال نشاط لاعبيه وحيويتهم وصغر سنهم، فرأينا الموهوب ماريو غوتزه في وسط الملعب الى جانب سفين بيندر، وفي الدفاع ماتس هاملز ومارسيل شميلزر، وفي الهجوم الماكينة التهديفية كيفين غروسكروتس، هذه الأسماء الألمانية أثبتت علو كعبها هذا الموسم وسريعاً ما استدعاها لوف الى «المانشافت» لتكون عماده في المواسم المقبلة.
اضافة الى ذلك رأينا مواهب أجنبية قالت كلمتها في الفريق، ونعني هنا لاعبي الوسط التركي نوري شاهين والياباني شينجي كاغاوا، والى جانبهم البرازيلي انطونيو دا سيلفا والمهاجمين الباراغوياني لوكاس باريوس والبولوني روبرت ليفاندوفسكي.
أما ثاني الأسباب وأهمها وراء وصول الفريق الأصفر الى اللقب، فهو وجود مدرب محنك وذي بعد نظر، ونعني هنا يورغن كلوب الذي أثبت هذا الموسم أنه المدرب الأفضل في «البوندسليغا» من خلال رؤيته الثاقبة وقدرته على التحكم بمجرى الأمور بدهاء، حتى يمكن اعتبار المدرب الشاب حالياً الأوفر حظاً لتسلم مهمة تدريب منتخب ألمانيا عندما يقرر لوف ترك منصبه.
ثالث الأسباب يكمن في الدور الذي أسهم فيه ملعب الفريق «سيغنال ايدونا بارك» (فيستفاليين سابقاً) لما يحمله من تأثير على الخصوم من خلال بنيانه الضخم وأجوائه المثالية وحضور أكثر من 80 ألف متفرج لمساندة فريقهم، حيث يعدّ من الملاعب القليلة في أوروبا التي يجد فيها الضيف صعوبة في التغلب على أصحاب الأرض.
أما رابع الأسباب وآخرها فهو ضعف الفرق الكبرى التي اعتادت المنافسة في المواسم الماضية، وعلى رأسها بايرن ميونيخ، اضافة الى التراجع الكبير في مستوى شتوتغارت وفيردر بريمن وهامبورغ وفولسبورغ وشالكه (محلياً)، الأمر الذي سهّل من مهمة رجال كلوب في الوصول الى لقبهم الأوّل عن جدارة واستحقاق منذ عام 2002.



ميلان يدنو من اللقب وإنكلترا تشتعل

إلى جانب تحقيق دورتموند لقب الدوري الألماني في كرة القدم، كان اقتراب ميلان، بعد فوزه، من لقبه في إيطاليا الأبرز في البطولات الوطنية الأوروبية، فيما حمي الوطيس في إنكلترا بخسارة مانشستر يونايتد وفوز تشلسي، ولم يطرأ أيّ جديد في إسبانيا بخسارة برشلونة وريال مدريد، واستعاد ليل صدارة الدوري الفرنسي من مرسيليا.