عود على بدء، ولا تزال اللجنة العليا للاتحاد اللبناني لكرة القدم غائبة ومعطّلة، وهذا الأمر يؤدي إلى تأزم الحالة المميتة التي وصلت إليها اللعبة الشعبية. لم يدع رئيس الاتحاد هاشم حيدر أمس إلى الجلسة الأسبوعية بداعي أن الأجواء لا تزال متشنّجة، ولا تزال قيد التأزم بين الأمين العام رهيف علامة ومجموعة مناوئة تمثّل الأكثرية الجديدة في اللجنة العليا. واستغرب أحد الأعضاء عدم الدعوة إلى جلسة، وعدّ الأمر مستهجناً، لأنه لم يكن من عادة الرئيس أن يتأخر في الدعوة إلى الجلسة عندما كانت الأغلبية بيد علامة، وكان يمارس ذلك بمنتهى الديموقراطية. والآن لم يعد الأمين العام ممسكاً بزمام الاتحاد، فقد بات الرئيس، وهو المتضرّر الأول من أحادية علامة، ينشد حل الخلافات ولا يدعو إلى جلسات تشوبها الخلافات، حيث يكون علامة سببها الأول.

وطالب العضو نفسه بأن تتحول الأمور الخلافية إلى التصويت، وأن يجري الاحتكام حيالها إلى رأي الأغلبية ديموقراطياً. ورأى أيضاً أن علامة يريد أن يربح أكبر قدر من الوقت إلى حين عودة المستقيل جهاد الشحف، ليعود إليه منصب الأمين العام بالوكالة، كي لا يُعيّن سمعان الدويهي أميناً عاماً بالتكليف.
وأشار المصدر الاتحادي إلى أن على اللجنة العليا أن تدرك العمل المؤسساتي، وأن تجعله يسود الاتحاد، مشدداً على ضرورة إحالة الأمور المختلف عليها على التصويت وفقاً لما يقتضيه القانون، لأنه لا يمكن الاستمرار بحالة التفرد والتسلط واحتكار القرار التي يعتمدها أحياناً الأمين العام في الاتحاد.
وكان قد جرى اجتماع، عصر أمس، ضم «المعارضة» في الاتحاد، وهم الرئيس هاشم حيدر ونائبه ريمون سمعان والأعضاء مازن قبيسي وسيمون الدويهي وجورج شاهين، وأشار الرئيس خلال الاجتماع إلى عدم دعوته إلى جلسة ما لم يستتب التوافق، علماً بأن عدداً من الأعضاء طلبوا من الرئيس توجيه الدعوة لعقد جلسة.
وكشف المصدر نفسه عن تنبيه وجِّه إلى الرئيس والأمين العام من «العرّاب» إلى ضرورة الاتفاق والتوافق في هذه المرحلة، لأن الأمور السياسية الشاغلة في البلد لا تسمح بخضّة تندرج في إطار التفصيل، ولأن أصحاب «الحل والربط» مشغولون بأمور أهم.