بلغت المنافسة الشريفة و«غير الشريفة» في بطولتي لبنان لكرة القدم الأولى والثانية مرحلة متقدمة من الحماوة التي تتطلب أعلى درجات من الاهتمام والشفافية على الصعيد التحكيمي، وهو أمر يبدو غائباً إن كان في بعض الملاعب أو في ما يسمّى جلسات التقويم. خصوصاً مع اقتراب الموسم الكروي من نهايته وارتفاع مستوى “الأخذ والعطا” بين الفرق في ما بينها ... ولما بين الفرق وبعض الأشخاص الفاعلين على أرض الملعب، الذين بدأت روائحهم تفوح وتؤثر على السمعة، ما يظلم عدداً كبيراً من زملائهم الذين يرفضون مثل تلك العروض.
وهذا الغياب قد يكون منطقياً، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه، وبالتالي قد يصعب على المسؤولين في لجنة الحكام الوصول الى مرحلة من العمل تقتنع معه الأندية بالشفافية، وخصوصاً بعدما اختفت فقاعة لجنة التحقيق الاتحادية وما تلاها من توصيات.
الأسبوع الـ 19 من دوري الدرجة الأولى والـ 20 من دوري الثانية شهد أموراً عدة لافتة على الصعيد التحكيمي. أحد تلك الأمور حركة التغييرات التي حصلت على صعيد تعيين الحكام قبل 24 ساعة على انطلاق المرحلة. فبعد تعيين أندريه حداد لقيادة مباراة الإصلاح والساحل، ورضوان غندور لقيادة مباراة المبرة والراسينغ، وعلي صباغ للقاء السلام والتضامن صور، قام رئيس لجنة الحكام محمود الربعة بعملية «إعادة انتشار» للحكام، ربطها البعض باعتبارات تتعلق بأمور حصلت مع بعض الحكام في مباريات سابقة. إلا أن هذا التعليل لم يكن منطقياً، إذ رأينا الحكم المساعد أحمد قواص يشارك في قيادة مباراة المبرة والراسينغ، علماً بأنه أخطأ مع المبرة في اللقاء أمام الأنصار في ربع نهائي كأس لبنان بعدم احتساب تسلل على إدسون، الذي سجل هدف المباراة الوحيد والذي أدى إلى خروج المبرة من الكأس.
كما أن الحكم أندريه حداد قاد مباراة التضامن والسلام، وهو كان قد احتسب ركلة جزاء على التضامن في اللقاء أمام النجمة الذي فاز 1 - 0 في إياب البطولة، وتبين أنها لم تكن صحيحة. ولذا بقيت أسباب هذا التغيير غير واضحة، علماً بأن بعض الروائح «الكريهة» بدأت تفوح من بعض الحكام، وخصوصاً مع تزايد «الخلوات المظلمة» على جوانب الجلسات الأسبوعية.
وفي جلسة الثلاثاء التحكيمية، سجلت أمور بدت مستغربة في هذه الأوقات الحساسة، ومنها غياب عرض معظم مباريات الدرجة الثانية التي تشهد «فظائع» في بعض منها، وخصوصاً لقاء طرابلس والحكمة بقيادة الحكم وارطان ماطوسيان الذي احتسب ركلة جزاء لم تكن صحيحة ولقيت اعتراضات كبيرة من جانب الحكمة. ودائماً حجة غياب المباريات هي ... لم تُصوّر المباراة!!!
وهنا يمكن توجيه السؤال إلى أحد أعضاء الاتحاد، الذي حضر جلسات التقويم مرات قليلة، ثم عاد وغاب عنها، عن أسباب توقف متابعته للجلسات، ولماذا لا يسأل عن غياب بعض المباريات، بدلاً من متابعته لمباراة في الدرجة الثانية أقيمت في مدينة بعيدة وجمعت فريقين جنوبي وشمالي؟ فمباراة طرابلس والحكمة تستحق أن تتوقف عندها اللجنة طويلاً نظراً إلى أهميتها على صعيد الصعود والهبوط في الثانية.
والمضحك أنه جرى عرض حالات مباراة الخيول وحركة الشباب بقيادة الحكم بشير أواسي، التي انتهت لمصلحة الخيول 1-2 دون اعتراضات على التحكيم.
أمر آخر يسجل في جلسة الثلاثاء هو التعاطي مع حالات مباراة الأنصار والصفاء بقيادة الحكم بسام عياد وطريقة تحليل ركلة الجزاء لمصلحة الصفاء التي احتسبت والتي لم تكن صحيحة بحسب الإعادة التلفزيونية، الى جانب عدم التطرق الى تصرف بعض لاعبي الأنصار وردة فعلهم بعد احتساب ركلة الجزاء، وخصوصاً نبيل بعلبكي وراموس.
أما الأبرز في الجلسة التحكيمية فهو النقاش الذي حصل بعد عرض حالات مباراة التضامن والسلام صور، وخصوصاً ركلة الجزاء الصحيحة التي لم يحتسبها الحكم أندريه حداد لمصلحة التضامن في الدقيقة 24 وكانت النتيجة 0 - 0، قبل أن يخسر التضامن 3 - 2. إذ وجّه عضو لجنة الحكام عفيف علي حسن سؤالاً غريباً للحكم حداد، قائلاً «كيف تحتسب ركلة جزاء للنجمة أمام التضامن (وكانت غير صحيحة)، ولا تحتسب هذه الركلة لمصلحة التضامن؟». وهذا ما أزعج الحكم حداد الذي طلب من «أبو رياض» حصر النقاش بمباراة التضامن والسلام. وأثار تصرف «أبو رياض» الاستياء، وخصوصاً أنه «غمز من قناة» لا يجوز التفكير فيها في الجهاز التحكيمي.



أندريه مستاء

استاء الحكم أندريه حداد من طريقة تعاطي عضو لجنة الحكام عفيف علي حسن معه في ما يتعلّق بحالات مباراة التضامن والسلام صور، وتحديداً في حالة ركلة الجزاء وتلميحات “أبو رياض” حولها.



مَن الحكم؟

ستكون مباراة الساحل والغازية في المرحلة العشرين من الدوري محط أنظار المتابعين، نظراً إلى أهميتها على الصراع على الهروب من الهبوط. وعليه، وبالتالي فإن هوية الحكم الذي سيدير اللقاء سيكون لها أبعادها.



اجتمعوا

بعد تأجيل جلسة اللجنة العليا للاتحاد يوم الاثنين بسبب سفر رئيس الاتحاد هاشم حيدر والأمين العام رهيف علامة، رغم وجود سبعة أعضاء في لبنان، اجتمع الاتحاد أمس، بغياب ريمون سمعان بسبب السفر، وجهاد الشحف وأحمد قمر الدين كالمعتاد. وشهدت الجلسة مناوشات خفيفة.