لا يخفى على أحد أن مسعود أوزيل أصبح عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه في تشكيلة ريال مدريد، فهذا اللاعب الشاب (22 عاماً)، أضاف جودة إلى أداء الفريق الملكي، لا بل زرع معنى الأداء الجماعي في كرة القدم التي يلعبها «الميرينغيز»، والدليل تمريراته الذهبية الكثيرة التي جعلت زميله البرتغالي كريستيانو رونالدو يحتفل كثيراً هذا الموسم.يفعل أوزيل كل شيء تقريباً على أرض الملعب، متسلحاً بانضباطٍ تكتيكي رهيب يعشقه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، إضافةً إلى رؤية شاملة لأرجاء الملعب، وطبعاً تقنية عالية تجعله يتخطى أياً كان في مساحة ضيّقة تماماً كما فعل أخيراً في المباراة أمام خيتافي عندما تلقى تمريرة الأرجنتيني أنخيل دي ماريا قبل أن يراوغ الحارس جوردي كودينا ويرسل الكرة إلى الشباك.
ما يفعله صانع الألعاب الزئبقي هذا بدأ يضعه في مركزٍ بين أفضل نجوم اللعبة، حتى بات يقال في ألمانيا إنه إذا نجح في تسجيل الأهداف بغزارة كما يفعل أحسن لاعب في العالم، الأرجنتيني ليونيل ميسي، فإنه لا محالة سينتزع الكرة الذهبية بعد سنتين على أبعد تقدير.
وضع أوزيل في مقاربة مع ميسي هو نقطة لافتة، لكن عليه أولاً أن يثبت أنه على قدر التحدي في المباريات الكبيرة؛ إذ لو أنه لا يمكن أن نتهمه بالفشل في «إل كلاسيكو» حيث كان فريقه كلّه عاطلاً، فإننا سننتظره للحكم عليه من خلال ما يمكن أن يُقدم عليه في مواجهاتٍ طاحنة في «الليغا» أو مسابقة دوري أبطال أوروبا التي تعدّ أولوية بالنسبة إلى ناديه في الموسم الحالي.
وبطبيعة الحال، يظهر الشاب التركي الأصل واثقاً من نفسه إلى أبعد الحدود، إذ يستفيد من كل لحظة يضعه فيها مورينيو على أرض الملعب (غالباً ما يستبدله لأسبابٍ غير واضحة!)، لذا سيكون من الصعب على البرازيلي كاكا العائد من الإصابة استعادة مكانه في التشكيلة الأساسية، وخصوصاً أن أوزيل يستغل كثيراً وجود مواطنه سامي خضيرة في جواره ليستند إليه انطلاقاً من التفاهم الذي ظهر عليهما خلال كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا.
حتى الآن يبدو خيار أوزيل في الانتقال إلى ريال مدريد صحيحاً، وخصوصاً أن تطوّره ظهر جليّاً مع مورينيو، ويبقى عليه فقط العمل على تعزيز قدراته البدنية ليصبح قوياً في الالتحامات المباشرة مع المدافعين المستعدين لتحطيمه، هذا في حال تمكنهم من اللحاق به؛ إذ عندما «يطير» بالكرة في هجمةٍ مرتدة يصعب التكهّن بالمساحة التي يمكن أن يتجه إليها.
مدريد اليوم تنظر إلى أوزيل كما نظرت إلى رونالدو بالأمس القريب، لكن إذا واظب الألماني على تقديم المستوى عينه، فإن ورقة البرتغالي ستسقط في المقارنة الأشهر حالياً، ليتحوّل السؤال إلى: مَن الأفضل ميسي أم أوزيل؟



لا حاجة إلا للغة الكرة

تبخرت سريعاً مخاوف جوزيه مورينيو من عدم إمكان تأقلم الثنائي مسعود أوزيل وسامي خضيرة مع بقية زملائهما، وذلك بعد وصولهما إلى مدريد من دون أن يجيد أي منهما اللغة الإسبانية أو الإنكليزية. لكن ثنائي «المانشافت» تخطى هذه المشكلة وجعل من اللعب الجماعي والتفاهم على أرض الملعب مع بقية أفراد الفريق لغة مشتركة.