هو «السبت الأسود» بالنسبة إلى لعبة كرة السلة؛ فأول من أمس، اجتمعت اللجنة الإدارية للاتحاد وقررت «الرجوع عن جدول المباريات الذي صدر عن اللجنة الإدارية بتاريخ 7 حزيران بسبب تبلغ الاتحاد الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية في المتن لاستمرار مفاعيلها القانونية من خلال إصرار من ادعى على تنفيذه. - متابعة مراحل الدعوى وطرق الطعن مع المحامين. - مراجعة الاتحاد الدولي لكرة السلة ووضعه في كلّ ما آلت اليه الأمور. - إطلاق ورشة إعداد المنتخبات الوطنية، ودعوة الجهاز الفني لمنتخب لبنان للرجال إلى الاجتماع اليوم الاثنين في مقر الاتحاد عند الساعة الخامسة. - الدعوة إلى لقاء رياضي عام في نادي الأنترانيك – سنتر دمرجيان عند الساعة السابعة من مساء الاثنين 10 حزيران 2013».

بيان مقتضب، لكنه كان كافياً لدفن بطولة لبنان وإطلاق رصاصة الرحمة على أفضل بطولة منذ عشرين سنة تنافست فيها ثلاث فرق على إحراز اللقب بعيداً عن الاحتكار الذي طغى على اللعبة قبل سنوات عبر فريق الرياضي. بدم بارد، قرر بعض أعضاء الاتحاد تعليق البطولة، ضاربين عرض الحائط بكل شخص تشكل له هذه اللعبة مصدر رزق أو متنفس أو... مشروع حلم.
فبأي حق يسمح هؤلاء الأعضاء لأنفسهم بأن يقضوا على حلم الجمهور اللبناني، مهما كانت الأسباب. فهيبة الاتحاد لا يمكن أن يحفظها قرار تعليق بطولة. وقطع الطريق على سابقة اللجوء إلى القضاء في ما يتعلق بنظام البطولة (رغم عدم وجود ما يمنع في نظام الاتحاد) لا يمكن أن يكون من خلال هدر ملايين الدولارات بشطبة قلم. أما منتخب لبنان، فهو آخر ما يمكن أن يتذرع به بعض أعضاء الاتحاد وهم ساوموا وطلبوا أموالاً مقابل السكوت عن تقصير البطولة لمصلحة المنتخب عينه الذي يضعه الاتحاد في الواجهة لمحاولة امتصاص النقمة.
لكن اللافت هو صمت بعض الأعضاء عمّا يحصل، راضين بأن يسجل التاريخ أنهم أسهموا في هدم كرة السلة عبر اتخاذ قرار لم تشهده اللعبة سابقاً. فإذا سلّمنا بأنّ بعض أعضاء الاتحاد لا يملكون قرار الرحيل بسبب ارتباطاتهم الحزبية أو عشقهم للمناصب، وبعضاً آخر كان يريد «قبض الأموال» على ظهر المنتخب، فماذا ينتظر البعض الذين من المفترض أن قرارهم بيدهم أو غير محسوبين على أحزاب؟ فماذا ينتظر الزميل إبراهيم الدسوقي حتى يقدم استقالته؟ وهل يرضى بأن يكون أحد الشهود على هدم اللعبة؟ وهل يقبل بأن يقال إنه يرفض الاستقالة والمساهمة في إسقاط الاتحاد؛ لكونه يعلم أنه لن يكون في الاتحاد الجديد؟ فهو أبعد ما يكون عن التمسك بمنصب، لكن الأمور بالأفعال لا بالأقوال.
وهناك أيضاً نائب الرئيس جان حشاش، الذي يشارك عن قصد أو غير قصد بحرمان النادي الذي يمثّله فرصة العودة إلى منصة الألقاب بعد طول غياب. فهل يقبل بأن ينحر فريقه؟
وكذلك الأمر بالنسبة إلى تمام جارودي الذي قال سابقاً إنه لم يعتكف مع نادر بسمة ورامي فواز وضومط كلّاب وداني حكيم كي يحمي مصالح ناديه الرياضي. فهل قام بمهمته حين عُلِّقت البطولة؟ ولا يختلف وضع وهيب ططر عن زملائه. فناديه المتحد لا يلقي آذاناً صاغية في مراسلاته مع الاتحاد، فيلجأ إلى القضاء، في حين أن ممثله ططر ما زال في الاتحاد!!!
هم مجموعة أشخاص سيشهد التاريخ أن أيديهم تلوثت بدم اللعبة وهم ما زالوا يدعون إلى لقاء عام على شاكلة ما سيحدث اليوم في نادي أنترانيك. فهل هو لقاء أم حفل تأبين؟



غضب المدربين واللاعبين

تسود حالة من السخط والغضب الكبيرين على صعيد لاعبي ومدربي كرة السلة في لبنان، بعد قرار الاتحاد تعليق البطولة. فقد تحدث المدرب فؤاد أبو شقرا، عبر قناة «الجديد»، باسم مدربي اللعبة، مطلقاً صرخة، ومتأسفاً للوضع الذي وصلت اليه الأمور. كذلك يُحكى عن اعتصامات وتحركات سيقوم بها المدربون واللاعبون اليوم.