كرة لبنان أمام عناوين ثلاثة: التحقيقات في رشى المراهنات، وخسارة المنتخب بخماسية قاسية في تصيفات آسيا، واستئناف النشاط بإياب الدوري.
تحقيقات الرشى على آخرها، على أمل أن تُعلن أسماء المتورطين بالعشرات في الخيانة الكروية من منتخبات وطنية ونوادٍ من «النخبة» عبر سنوات عدة مخفيّة.
حتماً، ستكون عقوبات متدرّجة، بين الإيقاف مدى العمر الكروي وبين درجات أدنى.
إدارات أعلنت عن ثقتها بلاعبيها ستُصدم وتبحث عن كلام إنشائي آخر ينقذ ثقتها المخدوعة.
اتحاد الكرة أكد معاقبة المتورطين، وهناك نوادٍ ستتأثر حتماً بإيقاف بعض نجومها في قلب الموسم، فكيف سيمرّ هذا؟
على كلّ، تحقيق حيادي يجري (دون ضغط السلاح) تحت عنوان «خونة الكرة». ونأمل أيضاً أن تُعلَن لائحة الشرف للاعبين الذين رفضوا إغراء المال.
إذاً، كرة لبنان معلّقة بين الخيانة والشرف، كما هو بلدنا أيضاً معلّق بين العمالة والخيانة و... الشرف.
عندنا خونة وعملاء لأعداء الوطن ووسطاء يسعفهم «القضاء والقَدَر» فيذهبون قانونياً مقابل حفنة من الليرات «الوطنية».
ثقافة الخيانة عندنا هانت وتفشّت في مفاصل الوطن وصولاً إلى الرياضة، فمن أين نبدأ بتطهير هذا الوباء؟
حتماً من القضاء بانتظار القَدَر.

■ ■ ■

خسارة منتخب لبنان أمام مضيفه الإيراني بخماسية هي قاسية وغير متوقعة، صحيح، ولكن لها أسبابها الفنية مع ركلتي جزاء وطرد (الدقيقة 59).
وللتذكير فقط، ألمانيا خسرت على أرضها بخماسية أمام إنكلترا، ثم وصلت إلى نهائي المونديال. فهل نعتمد عقلية الألمان أم نرفع شعارات «النواح»؟
إن أخطر شيء هو أن نعتقد أننا مطالبون دائماً بالفوز على منافسينا الآسيويين (كوريا، إيران، كازاخستان، الكويت، الإمارات، قطر... وحتى ماليزيا) وكلّهم يملكون إمكانات وفرصاً أكثر منّا.
دخلنا بين العشرة الأوائل آسيوياً، نعم، ولكن «مش على طول».
ما علينا هو أن نطلق ورشة تنظيم وتطوير اللعبة من أساسها بعدما انتقلنا من شباك المناكفات السخيفة إلى خيمة «الفيفا»...
فهل نقدر؟