هو موسم الحسم بالنسبة إلى ملّاك تشيلسي. عند تسلم الأميركي تود بولي وشركائه زمام الأمور في النادي اللندني، أقرّوا بأن مجد تشيلسي سوف يستمر ولكن بصيغة مختلفة، على أن يتم الحكم بعد سوق الانتقالات الرابع. مرّت ثلاثة أسواق، تخبّط على إثرها الفريق في مختلف المسابقات دون أن يتمكن من رفع أي لقب.
وفي الموسم المنصرم، كان الفريق أفضل نسبياً مقارنةً بالفترة السابقة تحت إمرة الملّاك، حيث وصل تشيلسي إلى نهائي «كاراباو» (خسره أمام ليفربول 1-0) ونصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي (خسره أمام مانشستر سيتي 1-0 أيضاً). تأمّل تشيلسي بعدها المشاركة في الدوري الأوروبي بعد احتلاله المركز السادس محلياً، غير أن تتويج الثامن مانشستر يونايتد بلقب كأس الاتحاد جعله يأخذ مكان «البلوز» الأوروبي ويشارك تشيلسي تباعاً في دوري المؤتمرات.

هذا التخبط، إضافةً إلى عوامل أخرى مرتبطة باختلاف وجهات النظر، جعل كل ذلك تشيلسي يقيل المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو ويعيّن مكانه الإيطالي إنزو ماريسكا. سيكون المدرب الجديد تحت الضغط لعدة أسباب، أولها قرب استحقاق الموعد الأولي الذي وضعه الملّاك عند شرائهم النادي، الذي يقضي بحصد النجاح بعد رابع فترة انتقالات (تنتهي هذا الصيف). إضافةً إلى ذلك، سيكون ماريسكا مطالباً في احتواء غرفة الملابس وتغيير أجوائها الحزينة على إقالة بوكيتينو، إذ كان اللاعبون معجبين بأسلوب المدرب السابق وشخصيته. ثالث الأسباب يرتبط بمدى هول المهمة الملقاة على كاهل المدرب الشاب، في أول اختبار له مع نادٍ كبير في الدوري الإنكليزي. سبق أن أشرف ماريسكا على تدريب فريق مانشستر سيتي تحت 21 عاماً، كما أنه شغل منصب مساعد المدرب الإسباني بيب غوارديولا موسم 2023 حيث فاز بالثلاثية قبل أن يشرف على تدريب ليستر سيتي في الموسم المنصرم ضمن الدرجة الأولى «تشامبيونتشيب»، ليصعد في الفريق إلى دوري الأضواء بعد موسمٍ واحد من هبوطه.
سيكون المدرب الجديد تحت الضغط لعدة أسباب.


ويعوّل ملّاك تشيلسي على «رضى» ماريسكا بكونه مدرباً فقط وليس مديراً فنياً، إذ تصدُر غالبية القرارات المتعلقة بالفريق من الإدارة نفسها، وهو ما انتقده بوكيتينو سابقاً. كما يأمل الملّاك بأن يحمل ماريسكا «جينات» غوارديولا في طريقة اللعب وإدارة المباريات، سيراً على خطى مدرب آرسنال، الإسباني ميكيل آرتيتا (يحظى بتقدير ملّاك تشيلسي) الذي كان مساعداً لغوارديولا فيما سبق ونجح بعدها بالارتقاء في «الغانرز».

الموسم المقبل سوف يكون حاسماً بالنسبة إلى تشيلسي. يسعى الفريق للتخلص من بعض اللاعبين قبل استقدام آخرين في سوق واعدٍ قد يشهد التوقيع مع 5 أسماء جديدة، أولها مدافع فولهام توسين أدارابيويو، كما يريد النادي استقدام حارس مرمى وجناح ورأس حربة على الأقل، تبعاً للوسط الرياضي. أما الطموح، فهو إنهاء الموسم ضمن الأربعة الكبار في الدوري كحد أدنى، مع العودة إلى منصات التتويج.