يوم الأحد لم تكن المباراة حساسة، كون الدوري في بدايته ولم تكن منصفة جماهيرياً حتى. رغم ذلك، حضرت القوى الأمنية وقامت بواجبها على أكمل وجه حتى نهاية المباراة حين تفجّر خلاف بين هذه القوى وجمهور البرج.
على أرض الملعب كانت المباراة متوترة، انتهت النتيجة بتعادل الفريقين (1-1) ليتراجع البرج إلى المركز الثاني، في حين أن الراسينغ خرج مستاءً، إذ كان قريباً من الخروج فائزاً بعدما تقدم بهدف حافظ عليه حتى الدقيقة 84. رفع الحكم علي الأشقر البطاقة الصفراء ثماني مرات ونجح في ضبط الأمور رغم قوة اللقاء. بطاقاته طالت الجهازين الفنيين للفريقين أيضاً حيث نال مدير نادي البرج عباس عطوي «أونيكا» إنذاراً وكذلك الأمر بالنسبة إلى مدرب الراسينغ الصربي فلاديمير فيجوفيك. هذا يؤشّر إلى أن المباراة التي كان من المتوقع أن تكون عادية تحوّلت فجأة إلى تنافسية ومشحونة على أرض الملعب. لا شك أن هذه الأجواء من الطبيعي أن تنعكس على المدرجات وخصوصاً مدرج البرج. فجمهور «الأصفر» وجد فريقه يفقد الصدارة لمصلحة النجمة قبل أسبوع على مواجهتهما في الأسبوع الرابع. كما أن أداء الفريق لم يكن مقنعاً حيث كان الراسينغ يستحق الخروج فائزاً.
أحالت لجنة الانضباط في اتحاد الكرة أحداث مباراة البرج والراسينغ إلى اللجنة التنفيذية
رغم ذلك، لم يخرج جمهور البرج عن الحدود وبقيت الأمور مضبوطة لحين انتهاء المباراة. في الوقت عينه، كانت القوى الأمنية تقوم بدورها بهدوء حيث كان هدفها خروج اللاعبين والجمهورين بسلام من الملعب. إذاً، ماذا حدث؟
مصادر أمنية رفيعة تحدثت لـ«الأخبار» عمّا حدث في جونية، معتبرة أن هدف القوى الأمنية كان خروج الجميع وخصوصاً اللاعبين بسلام. «لاحظ بعض العناصر محاولة البعض التعرض لبعض لاعبي الراسينغ، فعمدوا الى منع أيّ أحد من منطقة جمهور البرج من الوصول إلى أرض الملعب»، يقول المصدر.
في هذا الوقت، حاول بعض لاعبي البرج الموجودين خارج تشكيلة الـ 20 لاعباً والذين جلسوا على مدرج البرج، ومنهم أبو بكر المل الدخول إلى منطقة المنصة الرئيسية للالتحاق باللاعبين في غرفة الملابس. هذا الأمر لم يسمح به عناصر القوى الأمنية خوفاً من دخول الجمهور خلف اللاعبين والوصول إلى لاعبي الراسينغ. لكن بعض الأشخاص لم يمتثلوا لأوامر القوى الأمنية «وتعرّضوا لها ووجّهوا الإهانات والاتهامات لعناصر الأمن. وكان من الممكن انتهاء المشكلة عند هذا الحد، لكن الأسوأ كان محاولة بعض الجمهور التعرّض للآليات العسكرية خارج الملعب. فمن الطبيعي أن يخرج الجمهور من المدرج ويغادر الملعب، لا أن يتوجّه إلى الآليات العسكرية والتعرض لها» تقول المصادر الأمنية لـ«الأخبار».
من جهته، اعتبرت ادارة نادي البرج أن ما حصل في جونية غير مقبول وأصدرت بياناً (نشر على صفحة النادي على الفايسبوك ولم يُرسل إلى وسائل الإعلام)، مستنكرة «ما تعرّض له جمهور النادي وإداريّوه». ودعت إدارة النادي الاتحاد اللبناني لكرة القدم، والجيش اللبناني، ووزارة الداخلية، لفتح تحقيق شفّاف بما حصل. كما أعلنت الإدارة «عدم خوض أي مباراة أخرى على ملعب جونية، حمايةً للجمهور واللاعبين...» كما جاء في البيان.
اتحادياً، أحالت لجنة الانضباط في الاتحاد أحداث مباراة البرج والراسينغ إلى اللجنة التنفيذية لاتخاذ القرارات المناسبة. وقد عقدت اللجنة التنفيذية اجتماعاً عصر أمس، تباحثت فيه في عدة أمور ومنها ما حصل في جونية، حيث تقرر اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعرفة تفاصيل ما حصل قبل صدور أي قرار عن اللجنة.