أثنت الصحف المغربية الصادرة أمس الخميس على أسود الأطلس الذين خرجوا «مرفوعي الرأس»، من نصف نهائي مونديال قطر أمام فرنسا (2-0)، بعد مسار تاريخي أثار شغفاً وإعجاباً عارمين تخطّيا حدود المملكة.ووصفت صحيفة المنتخب المتخصّصة نتيجة المباراة، التي كانت أول ظهور لفريق أفريقي أو عربي في نصف نهائي المونديال، بأنها «هزيمة بطعم الانتصار»، مؤكدة «دخلتم قلوبنا يا أسود الأطلس».
وتابعت الصحيفة في مقال على موقعها الإلكتروني «لا نلوم أسود الأطلس في شيء، رغم أننا حلمنا جميعاً كمغاربة بوضع رجل في نهائي كأس العالم (...) نرفع قبعة الاحترام لكل العناصر الوطنية وللناخب الوطني وليد الركراكي».
وكتب موقع «لكم2» الإخباري «المغرب يخرج من بطولة كأس العالم مرفوع الرأس بعد إنجاز تاريخي».
وهي العبارة نفسها التي تصدرت الصفحة الأولى لصحيفة الصباح «خروج برؤوس مرفوعة»، مع صورة لجماهير أسود الأطلس وهي تحيي اللاعبين بعد نهاية المباراة.
وقالت الصحيفة اليومية إن المنتخب «كتب تاريخ مشاركته في كأس العالم بقطر بمداد من الفخر، حتى وهو ينهزم أمام نظيره الفرنسي (...) مبهراً العالم بأسلوب لعبه واستماتة لاعبيه وحضور جماهيره الاستثنائية».
بدوره توقف موقع «لو 360 سبور» عند «التلاحم غير المعقول بين أسود الأطلس وجماهيرهم» بعد نهاية المباراة، مع فيديو يوثق هذه «الصورة الجميلة التي رسمتها الجماهير» في ملعب البيت بمدينة الخور.
لكن الموقع أشار أيضاً إلى أن «المنتخب الوطني كان بإمكانه أن يأمل تحقيق نتيجة أفضل، لو أن الإصابات البدنية لم تنل من دفاعه».
وبعد تنفّس المغاربة الصعداء باعتماد المدافعين العائدين من إصابة نايف أكرد ونصير مزراوي، سحب المدرب وليد الركراكي بعد عملية الإحماء، الأول الغائب عن مباراة البرتغال في ربع النهائي بسبب الإصابة ودفع بأشرف داري بدلاً منه. كما غادر قطب الدفاع العميد رومان سايس المباراة بعد المباراة في الدقيقة 21، بعد ألم في الفخذ.
رغم هذه الظروف وتلقيه هدفاً مبكراً من تيو هرنانديز، صمد المغرب وشكّل خطراً على مرمى الحارس هوغو لوريس بتسديدات وركلات حرّة لزياش وأكروباتيات في القائم، حتى حُسم الأمر بالهدف الثاني للبديل راندال كولو مواني.
لكن مسيرة المنتخب، الذي أقصى قوى كروية كبيرة (البرتغال إسبانيا وبلجيكا)، كانت في مجملها «مثل حلم لا يتكرر»، كما كتبت صحيفة الأحداث المغربية.
بدورها أثنت صحيفة «ليكونوميست» على صانعي هذه «الملحمة المغربية» في مونديال قطر، مشيرة إلى أن «متوسط أعمار اللاعبين 26 عاماً، ما يشكل قاعدة صلبة يمكن البناء عليها للمستقبل».
كما وحدت الاحتفالات المغاربة بمختلف الأعمار والفئات إثر الانتصارات في المباريات الماضية، وحّد الثناء على أسود الأطلس رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي نادراً ما تشهد الإجماع في المغرب.
بينما تساءلت الكثير من التدوينات عن أداء الحكم وما إذا كان حرم المغرب من ضربتَي جزاء في مباراة الأمس، لم يحظ الموضوع باهتمام واسع في الصحف.
سيلاقي المغرب غداً السبت (الساعة 17.00 بتوقيت بيروت) للمرة الثانية في البطولة منتخب كرواتيا في مباراة الترتيب، بعدما سبق أن واجهه في أولى مبارياته بدور المجموعات في مباراة انتهت بالتعادل السلبي.