خلال مونديال فرنسا عام 1998 شكّلت مباراة منتخبَي إيران والولايات المتحدة الأميركية ضمن دور المجموعات اللحظة الأهم في النهائيات. حينها كان التوتر السياسي بين البلدين في أوجه، وهو بلا شك لا يزال قائماً، حتى إن الولايات المتحدة كانت ولا تزال تفرض حصاراً قاسياً وغير إنساني على الشعب الإيراني، لذلك فإن الفوز كان ضرورياً لإثبات تفوّق بلد على آخر، كما أنه كان شكلاً من أشكال المقاومة لإعطاء الأمل لشعب بأكمله. وللدلالة على أهمية هذا اللقاء، قال نجم المنتخب الإيراني حينها خوداداد عزيزي: «لن نخسر هذه المباراة لأجل شهدائنا وشعبنا»، وبالفعل حقّقت إيران نقاطاً بالجملة على حساب الأميركيين بعد أن نجحت بالخروج فائزة بالمباراة بنتيجة (2 ـ 1)، عبر هدفي حميد إستيلي والمميز مهدي مهدافيكيا. في تلك النسخة كانت للإيرانيين بادرة حسن نية رياضية، حين قدّموا الورود إلى لاعبي المنتخب الأميركي، إلا أنهم حقّقوا مبتغاهم في النهاية بالفوز عليهم.وحينها عمّت الإحتفالات طهران، وغيرها من مدن العمل بهزيمة أمريكا الكرويّة.
يتوقع النقّاد أن تتأهل إنكلترا وإيران إلى الدور الثاني على حساب ويلز وأميركا


اليوم وبعد 24 عاماً سيتكرر المشهد على الأراضي القطرية، إيران ستواجه منتخب إنكلترا يوم الإثنين المقبل في 21 تشرين الثاني الجاري، قبل أن تلتقي ويلز في الخامس والعشرين منه، على أن تكون القمة بمواجهة أميركا يوم 29 تشرين الثاني. تمتلك إيران جميع المقوّمات لتتأهل عن المجموعة إلى الدور الثاني، والأكيد أن المباراة الأصعب لها ستكون في مواجهة الإنكليز. مدرب المنتخب الإيراني، البرتغالي كارلوس كيروش اختار التشكيلة المطلوبة للنهائيات، خاصة على مستوى الهجوم بعد استدعاء نجم بايرن ليفركوزن الألماني سردار آزمون (الملقب بميسي إيران)، كما لاعب بورتو البرتغالي مهدي طارمي، والنجم علي رضا جهانبخش المحترف مع فاينورد الهولندي.
وضمّت التشكيلة الإيرانية لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية، بينهم لاعب دينامو زغرب الكرواتي صادق محرمي، وإحسان محرمي المحترف مع آيك أثينا اليوناني. وعلى مستوى خط الوسط يبرز سامان قدوس لاعب برنتفورد الإنكليزي، وغيرهم من اللاعبين المميزين.

التأهّل ممكن
تصدّر المنتخب الإيراني ترتيب مجموعته الأولى خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات قطر 2022، بعدما تفوّق على كرويا الجنوبية محرزاً 25 نقطة. ويريد هذا الجيل المميز لإيران كروياً أن يمحوَ خيبات النسخ الخمس الماضية التي شارك فيها في الحدث العالمي، وخرج من الدور الأول، عبر الذهاب إلى أبعد محطة ممكنة في مونديال قطر. وشاركت إيران في مونديال 1978 في الأرجنتين، وبعدها في فرنسا 1998، ثم ألمانيا 2006 والبرازيل 2014 وروسيا 2018. وخاض منتخب إيران 15 مباراة في منافسات كأس العالم، فحقّق فوزين على أميركا عام 1998 وعلى المغرب عام 2018، وتعادلين، مقابل 9 هزائم. وسجّل الإيرانيون خلال المونديال 9 أهداف، فيما استقبلت شباكهم 24 هدفاً.

(أرشيف)

وبحسب العديد من المراقبين لمنتخبات المجموعة، فإن المباراة الأصعب ستكون في مواجهة إنكلترا التي تمتلك أسماء مميزة على غرار مهاجم توتنهام هاري كاين، إضافة إلى ماركوس راشفورد ورحيم ستيرلينغ وفيل فودين... تشكيلة مميزة للإنكليز لن يكون صعباً عليهم خطف البطاقة الأولى، ليشتعل الصراع على البطاقة الثانية. وفي وقت من المتوقع أن تكون مباراة ويلز هي الأسهل للإيرانيين، تبرز مواجهة أميركا التي من المطلوب أن يبذل خلالها الإيرانيون جهداً مضاعفاً لتحقيق الفوز. وتضم تشكيلة أميركا أسماء محترفة في إنكلترا وألمانيا وإيطاليا أبرزها لاعب بروسيا مونشنغلادباخ جوزيف سكالي، وسيرجينيو ديست نجم ميلان الإيطالي، إضافة إلى أنتوني روبنسون الناشط في فولهام، وهناك أيضاً جيوفاني رينا مع دورتموند، وستون مكيني مع يوفنتوس، أما اللاعب الأبرز فهو كريستيان بوليسيتش الذي يحمل ألوان نادي تشيلسي الإنكليزي.
مجموعة صعبة يتوقع أن تتأهل عنها إيران وإنكلترا، والأكيد أنه في حال نجاح هذا السيناريو فإن الإيرانيين سيكونون قد وجّهوا صفعة كبيرة إلى الأميركيين بالفوز عليهم مرة جديدة خلال المونديال.
مواجهات مرتقبة، والأكيد أن أعين العالم ستكون شاخصة إلى ملعب الثمامة يوم 29 الشهر الجاري لمشاهدة «حرب» إيران وأميركا الكروية.


مدرب محنّك


يمتلك المنتخب الإيراني مدرباً مميزاً هو البرتغالي كارلوس كيروش. الأخير درّب إيران بين عامي 2011 و2019، وقاده في مونديالَي البرازيل 2014 وروسيا 2018. وهو عاد إلى منتخب «أسود فارس» في أيلول الماضي خلفاً للمدرب دراغان سكوتشيتش.
وقاد كيروش المنتخب الإيراني في 99 مباراة، فاز في 61 منها، وتعادل 25 مرة، وخسر 13 مواجهة. وهو يُعتبر من المدربين أصحاب الخبرة في التظاهرات الكروية الكبرى.