ما حصل ليل أمس في أبو ظبي في الإمارات، هو حدث استثنائي بكل ما للكلمة من معنى. جمعت بطاقة «UFC 280» أبطال عالم تحت سقف واحد، وقدّمت نزالين من أجل ألقاب عالمية، الأول من أجل لقب فئة الوزن الخفيف، والثاني على لقب فئة وزن الديك. ثلاث مواجهات خطفت الأضواء، أولاها بين ألجماين ستيرلنغ وتي جاي ديلاشاو، ثم نِزال بلال محمد مع شون برايدي، فيما تصدّر البطاقة النزال الأكثر ترقباً، بين إسلام ماخاتشيف وتشارلز أوليفيرا.
ماخاتشيف يهزم أوليفيرا ويتربّع على عرش الوزن الخفيف

في العرض الرئيسي للحدث، وفي مواجهة انتظرها محبو الفنون القتالية المختلطة منذ أشهر، وقف البطل البرازيلي السابق تشارلز أوليفيرا، وجهاً لوجه مع الروسي إسلام ماخاتشيف. وكان من شبه المستحيل توقّع نتيجة هذا النزال، إذ صبّت توقعات معظم لاعبي «UFC» في مصلحة البرازيلي، فيما توقّعت شركات المراهنات فوز ماخاتشيف، فأعطته الأفضلية.

حمل اللاعبان ضغوطاً هائلة قبل دخولهما إلى «الأوكتاغون» مساء أمس، فماخاتشيف المختص بفن قتال السامبو الروسي، يحمل على ظهره الإرث الثقيل للبطل السابق وأسطورة اللعبة، حبيب نورماغوميدوف، الذي وقف إلى جانبه طوال مسيرته، ورشّحه لخلافته كبطل لفئة الوزن الخفيف. أما البطل السابق أوليفيرا، المختص بفن الجو جيتسو، فقد وجد النجاح والشهرة أخيراً، بعد سلسلة طويلة من الانتصارات التي أتت إثر مرحلة صعبة من مسيرته. لكن سلسلة الانتصارات هذه لم تمنع بعض المقاتلين من وصفه بـ«المستسلم»، بسبب هزائمه السابقة، لذلك فقد دخل النزال كمن يريد إثبات نفسه من جديد.

بدأ النزال وبدأ معه القتال بسرعة، فلم يتأخر المقاتلان في توجيه أحدهما اللكمات للآخر البعض. تمكّن الاثنان من تسجيل بعض الإصابات أثناء تبادل الضربات، لكن سرعان ما انتقل القتال إلى الأرض، عندما أسقط ماخاتشيف أوليفيرا أرضاً. هنا انتظر الجميع ليروا ما سيحدث، لعلمهم بالمستوى العالمي لكل منهما في اللعب على الأرض. إلا أن ماخاتشيف استطاع إنهاء الجولة الأولى وهو في وضعية السيطرة التامة على الأرض، بعدما عطّل كل محاولات أوليفيرا لإخضاعه.

بدأت الجولة الثانية بنسق مرتفع كما الأولى، مع تبادل الاثنين اللكمات والركلات. وفي منتصف الجولة، أصاب ماخاتشيف خصمه بلكمة أسقطته أرضاً، سارع بعدها الروسي لإلقاء نفسه فوق أوليفيرا، في حركة بدا واضحاً أنه تدرّب على تنفيذها في حال حدوث هذا السيناريو. رمى ماخاتشيف بنفسه فوق أوليفيرا، فضمّ بيديه رأس أوليفيرا إلى كتفه، ثم ضغط بكل ما لديه من قوة، حاول البرازيلي الهروب من تلك الوضعية، إلا أن ضغط الروسي كان أقوى، فاستسلم أوليفيرا في الدقيقة الثالثة من الجولة الثانية.



ستيرلنغ يثبّت مكانته كبطل مهيمن

في نزال من أجل لقب فئة وزن الديك، تواجه البطل الجمايكيّ، ألجماين ستيرلنغ، مع البطل السابق، الأميركي تي جاي ديلاشاو. المواجهة التي تخيّل المشجعون أنها ستكون متقاربة، بدت أحاديةً بالكامل. مع قرع جرس البداية، سارع ستيرلنغ المختص بالمصارعة والجو جيتسو إلى إسقاط ديلاشاو أرضاً، حيث أبقاه في وضعية دفاعية طوال الجولة الأولى، مستخدماً تفوّقه البدني. الضغط الهائل الذي تعرّض له الأميركي على الأرض، تركه في حالة ترقّب مستمرة لأي محاولة إخضاع قد يتعرّض لها، الأمر الذي تركه مرهقاً بعد جولة واحدة.

دخل اللاعبان الجولة الثانية، وبدآ بتبادل اللكمات والركلات، وهو الوضع الذي يفضّله ديلاشاو، إلا أن ستيرلنغ كان استراتيجياً في مقاربته للنزال، فلم يُطل اللعب وقوفاً. أسقط ديلاشاو مجدداً أرضاً، وثبّته في وضعية دفاعية، ثم انهال عليه باللكمات من أعلى، وبعد مرور 3 دقائق و44 ثانية من الجولة الثانية، أوقف الحكم النزال وأعطى الفوز لستيرلنغ بالضربة القاضية الفنية.



بلال محمد يفرض نفسه بقوة في فئة الوزن المتوسط

خاض الأميركي الفلسطيني، بلال محمد، المصنّف خامساً في فئة الوزن المتوسط، نزالاً حماسياً جداً مع اللاعب الأميركي الصاعد، شون برايدي، المصنف عاشراً. النزال كان متقارباً للغاية بين المصارعَين، اللذين اضطرا إلى اللعب وقوفاً وتبادل الضربات، لعلمهما بصعوبة إنهاء المهمة من خلال المصارعة.

في بداية النزال، بدا كأن برايدي هو الأفضل، فبالإضافة إلى تفوّقه البدني على محمد، فقد تمكن من إصابته بلكمات وركلات عديدة خلال الجولة الأولى. كما أن الإصابات الأكثر تأثيراً كانت في غالبيتها لمصلحته. لكن الفلسطيني عاد في الدقيقة الأخيرة من الجولة، وزاد من ضغطه على برايدي، ما أعطاه دفعة من الثقة قبل بدء الجولة الثانية.

في الجولة الثانية، استمر محمد بالضغط على برايدي، الذي كان قد بدأ بالتراجع. وفي الدقيقة الأخيرة من الجولة، انهال الفلسطيني باللكمات على برايدي، الذي بدا عاجزاً كلياً عن الدفاع عن نفسه، وبعد تلقّيه عدداً كبيراً من اللكمات، تدخّل الحكم لإيقاف النزال وإعلان بلال محمد الفائز بالضربة القاضية الفنية.