كل المؤشرات تُنبىء بأن بطاقة «UFC 273» ستكون نارية. نزالات ساخنة، أحدها من أجل لقب فئة وزن الريشة، بين البطل الأوسترالي ألكسندر فولكانوفسكي، والكوري تشان سونغ يونغ، ونزال آخر من أجل لقب فئة وزن الديك بين البطل الجامايكيّ ألجاماين ستيرلينغ، والروسي بيتر يان، فيما يبرز أيضاً النزال بين المقاتل الأكثر إثارةً للحماس حالياً في «UFC»، السويدي حمزة تشيماييف، ومنافسه البرازيلي غيلبرت بيرنز، ضمن فئة الوزن الوسط (WelterWeight).لكن النزال الذي يحصد الاهتمام الإعلامي الأكبر قبل العرض، فجر الأحد، هو بدون شك المواجهة المرتقبة الثانية من نوعها، بين ستيرلينغ ويان. المواجهة التي طال انتظارها، هي استكمال للنزال الأول الذي جرى في آذار من العام الفائت، وشهد خسارة الروسي للقبه آنذاك بطريقة مثيرة للجدل، تركت الباب مفتوحاً من أجل إعادة النزال، وجعلت من ستيرلينغ مقاتل غير محبوب من قبل الجمهور. وفيما يلي بعض ما يجب معرفته قبل المواجهة:

«ممثل يستحق الأوسكار»
النزال الأول بين المقاتلَين انتهى بعد توجيه يان ركبةً إلى رأس ستيرلنغ عندما كانت يدا الأخير موضوعتان على الأرض. اعتبر الحكم أن الضربة غير قانونية، وفي تلك اللحظة، لو اختار ستيرلينغ متابعة القتال، لما كان الحكم أوقف النزال، إلا أن الجامايكي عجز عن المتابعة، وبالتالي فاز بالنزال وسُحب اللقب من يان.
لم يستسغ جمهور «UFC» قرار ستيرلنيغ الانسحاب من النزال وفوزه بتلك الطريقة، في وقت كان يبدو أنه يتّجه نحو الهزيمة لو استمر القتال في ظل سيطرة الروسي، فشنّ الجمهور حملةً ضده على مواقع التواصل، واصفينه بالممثل الذي يستحق جائزة الأوسكار لقدرته على التمثيل، ومطلقين عليه لقب «بطل من ورق».

تصرفات ستيرلينغ صبّت الزيت على النار، فبعدما رفض بدايةً التباهي بحزام البطولة، بدأ بعدها بأيام قليلة بنشر صوره على مواقع التواصل حاملاً الحزام ومحتفلاً بانتصاره، الأمر الذي استفز حتى المتعاطفين معه، بل حتى أفقده احترام بقية المقاتلين، الذين يتكلمون عنه كبطل مؤقت لا غير، بانتظار استرجاع يان للقبه.

يان في مهمة لاستعادة لقبه «المسروق»
يخوض المقاتل الروسيّ السيبيريّ هذا النزال باحثاً عن الثأر من ستيرلينغ، الذي استغل أحداث النزال الأول من أجل الاحتفاظ باللقب لأطول فترة ممكنة. وفي هذا السياق، يدخل يان النزال وهو مفضّل للفوز بحسب معظم المختصّين والمتابعين، فالمقاتل المتخصص بالملاكمة والمواي تاي، يُصنّف كأحد أفضل مقاتلي فئة وزن الديك على الإطلاق، حاصداً انتصارات خلال مسيرته ضمّت أسماء لامعة، كالأميركي يورايا فايبر، والأسطورة البرازيلي جوزي ألدو، وأخيراً الأميركي كوري ساندهيغن. كما يمتلك يان مهارات عالية في المصارعة، وبالتالي ليس من السهل التغلّب عليه في حال إسقاطه أرضاً.

خصم عنيد بمهارات متكاملة
أثّرت الطريقة التي تصرّف فيها ستيرلينغ بعد نزاله المثير للجدل مع يان، على نظرة جمهور رياضة الفنون القتالية المختلطة له، حيث بات كل من ينتظر النزال القادم بينهما، يتوقع انتصاراً حاسماً للروسيّ. إلا أن هذا التوقع خاطئ للغاية، فلا يمكن تجاهل حظوظ الجامايكيّ في هذا النزال. مَن شاهد ستيرلنيغ وهو بقاتل داخل «الأوكتاغون»، يدرك أي صنف من المقاتلين هو، فهو مثال على المقاتل العصريّ المتكامل، حيث يختص بالمصارعة والجوجيتسو، اللذان يجعلان منه خصم خطير للغاية على الأرض، فيما يمتلك أيضاً مهارات كافية في القتال وقوفاً (ملاكمة أو كيك بوكسينغ)، ليصمد أمام أي منافس. لذلك، فإن النزال بين المقاتلَين سيكون أكثر تقارباً بكثير مما يتخيّل العديد من المعلّقين على وسائل التواصل.

إذن مقاتلَين يتواجهان الأحد، أحدهما يسعى لاستعادة ما أُخذ منه بطريقة مثيرة للجدل، والآخر من أجل إثبات أحقّيته بلقب البطل، على الرغم من كل الانتقادات العلنية التي يتعرّض لها. مهارياً، يعد النزال بالكثير، فهل سنرى ضربة قاضية أو إخضاعاً مبكراً؟ أم سيأخذ يان وقته كالعادة في الدخول في جوّ المواجهة، كما حصل في المواجهة الأولى بينهما؟