فعلها أتلتيكو مدريد. المباراة كانت واضحة منذ البداية. يخيّل لأي متابع أن أتلتيكو ليس أمام غريم اسمه برشلونة. في إياب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، قدم «النادي الكاتالوني» واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق. على الأقل، هذا ما بدا بوضوح في الشوط الأول. وقتها اختفى أهم نجومه تماماً.
أما من جهة ممثل العاصمة الإسبانية، فكان اللاعبون مع الجهاز الفني بمستوى اللقاء. في الصدام التكتيكي الكبير بين الأرجنتينيان مدرب برشلونة تاتا مارتينيو والرائع جداً دييغو سيميوني، انتصر الأخير. أدرك سيميوني، الإيطاليّ الطباع والثقافة، أن المباراة ستكون صعبة للغاية، وخصوصاً في ظل غياب نجمه الأبرز دييغو كوستا. لكنه أتلتيكو الذي لا يرحم أبداً في «فيسنتي كالديون»، ولو كان يعاني نقصاً في المراكز الأمامية. ففي الأربع مواجهات السابقة بينهما، فرض التعادل كلمته. في ذهاب وإياب كأس السوبر الإسباني وذهاب الدوري المحلي وذهاب دور ربع النهائي الأخير.
أمس، انتهى مسلسل التعادل. كان واضحاً أن التعادل لن يرضي أحداً، لذا دخل الاثنان واضعَين الفوز نصب أعينهم، على الرغم من أن التعادل السلبي كافٍ لتأهل أتلتيكو بعد التعادل ذهاباً في «كامب نو» 1-1.
في الملعب، كان الهتاف موحداً. خرجوا ليعلنوه ولا شيء سواه: «أتلتيكو مدريد سيتأهل». ما هي إلا 5 دقائق على إطلاق حكم المباراة الإنكليزي هاورد ويب صافرة البداية، حتى قطع كوكي تذكرة التأهل إلى المربع الذهبي. فبعد تسديدة من أدريان لوبيز، ارتدت الكرة من القائم لتعود وتصل إلى دافيد فيا الذي رفعها إلى رأس راوول غارسيا وهيّأها لكوكي فأودعها الأخير شباك الحارس خوسيه بينتو. فرحة سريعة، وعودة للهجوم من جديد. لم يهدأ لاعبو أتلتيكو أبداً لمدة 20 دقيقة. كرتان سددتا على مرمى بينتو، أنقذها القائم. الأولى والثانية من فيا في الدقيقتين (11) و(19). لم يكن هذا متوقعاً، غير أن سيميوني نجح بنحو مميز باستغلال سوء حال قلب دفاع الـ«برسا» المؤلف من الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو ومارك بارترا، في ظل غياب جيرارد بيكيه. كانت الجماعية سلاح «روخي بلانكوس» في المواجهة، عبرها نجحوا بتضييق المساحات على لاعبي برشلونة وإفساد تمريراتهم القصيرة.
في الدقيقة (24)، استعاد برشلونة بعضاً من وعيه. عاد عبر البرازيلي نيمار الذي مرر كرة عرضية داخل منطقة الجزاء الى الغائب الأبرز الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكنه أضاعها بتسديدة خارج الخشبات الثلاث (24). وبقي «برسا» على هذه الحال، ضاغطاً حتى نهاية الشوط الأول.
في بداية الشوط الثاني، حصل برشلونة على فرصة ذهبية لإدراك التعادل، لكن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا تعملق وقطع الكرة من بين قدمي نيمار الذي كان يستعد للتسديد في الشباك بعد تمريرة متقنة من تشافي (48). وواصل برشلونة انتفاضته، لكنه لقي مقابل هجومه الكثيف، مرتدات عدة من جانب لاعبي اتلتيكو، تألق أمامها بينتو، رغم هفواته بإبعاد الكرة من منطقته في أكثر من مناسبة.
في النهاية، وقف سيميوني هناك، وسط ملعبه، واستقر في حجور عيون جماهيره الممتلئة دموع فرح، لتحقيقه إنجازاً انتظره مشجعو النادي منذ عام 1974.

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad




بايرن يتخلص من مانشستر

تأهل بايرن ميونيخ الألماني الى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بتغلبه على مانشستر يونايتد 3-1 (1-1 ذهاباً). وافتتح مانشستر التسجيل بهدف للفرنسي باتريس ايفرا (57)، لكن بايرن نجح بالتعادل سريعاً عبر الكرواتي ماريو ماندزوكيتش (59). ولم ينتظر بايرن كثيراً ليستعيد أفضليته بفضل توماس مولر الذي وصلته الكرة من عرضية للهولندي أريين روبن، فحولها في الشباك (68)، ثم أضاف روبن الهدف الثالث (76).